بئر للماء بريف دمشق تفجر الغاز

في تطور مفاجئ، اكتشف سكان بلدة عكوبر بريف دمشق، جنوب سوريا، تدفق غاز طبيعي أثناء حفر بئر مخصصة لتوفير مياه الشرب، ما أثار آمالاً بمستقبل اقتصادي جديد للمنطقة.

اكتشاف مفاجئ للغاز

تفاجأ أهالي عكوبر، الواقعة على بعد 30 كيلومتراً شرق دمشق ويبلغ تعداد سكانها نحو 4 آلاف نسمة، بخروج الغاز من البئر التي حُفرت بدعم من متبرع لتأمين مياه الشرب.

يعتمد معظم سكان عكوبر على الزراعة كمصدر أساسي للرزق، وقد أعاد هذا الاكتشاف غير المتوقع الأمل إليهم، خاصة مع استمرار تدفق الغاز منذ أكثر من شهر.

آمال اقتصادية واعدة

أثار استمرار تدفق الغاز تساؤلات حول إمكانية وجود احتياطي كبير، يمكن أن يسهم في دعم الاقتصاد المحلي والوطني، وهو ما يمثل بارقة أمل في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.

تسعى الحكومة السورية الجديدة إلى جذب المستثمرين ورجال الأعمال بهدف النهوض بالواقع المعيشي للمواطنين، بعد سنوات من الثورة على نظام الأسد.

تأمين الطاقة الكهربائية

أعلنت وزارة الطاقة السورية أن وصول الغاز الأذربيجاني سيساهم في زيادة التغذية الكهربائية في البلاد بمعدل 5 ساعات إضافية اعتباراً من الأسبوع المقبل، ما يعزز من أهمية أي اكتشافات محلية للغاز.

تفاصيل اكتشاف الغاز

أوضح عدنان غدام، أحد القائمين على حفر البئر، أن المشروع كان مبادرة خيرية تهدف لخدمة سكان البلدة بتوفير مياه الشرب.

وأضاف غدام أن خروج الغاز شكّل مفاجأة كبيرة، معرباً عن أمله في أن يكون هذا المورد الجديد فاتحة خير لعكوبر وسوريا بأكملها.

مخاوف الماضي

أكد غدام أن موارد سوريا الطبيعية تكفي الجميع، مشيراً إلى أنه في السابق لم يكن من الممكن حتى الحديث عن حفر آبار، آملاً أن تسهم الحكومة الجديدة في إيصال هذه الموارد إلى الشعب.

إجراءات فورية

أفاد رئيس بلدية عكوبر، حسن صالح إسماعيل، بأن السكان تفاجأوا بخروج الغاز أثناء حفر بئر عمقها نحو 140 متراً، بينما المياه عادة ما تُستخرج في المنطقة من عمق 70 متراً فقط.

وفور ملاحظة خروج اللهب من البئر، تم إبلاغ وزارة الطاقة، التي أرسلت مهندسين لإجراء فحص ميداني، بحسب رئيس البلدية.

توصيات الخبراء

أوصى المهندسون بترك البئر مفتوحة لمدة شهر لمراقبة التدفق، الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وفقاً لرئيس البلدية، مشيراً إلى أن هذا الاكتشاف قد يفتح آفاقاً جديدة لسكان البلدة، سواء من حيث فرص العمل أو التنمية الاقتصادية.

كما أعرب عن أمله في أن تقوم وزارة الطاقة بإجراء دراسات شاملة في المنطقة، لاحتمالية وجود المزيد من احتياطات الغاز.

حوادث سابقة مشابهة

أشار رئيس البلدية إلى أن واقعة مماثلة حدثت في المنطقة قبل نحو 5 أعوام، حيث تم رصد خروج غاز من بئر أخرى تقع على بُعد 25 متراً فقط من البئر الحالية، إلا أن السكان حينها لم يُبلغوا أحداً خوفاً من النظام السابق.

أضاف أن السكان يشعرون اليوم بالأمان والاستقرار مع وجود إدارة تسعى لخدمة الشعب، وقد أبلغوا السلطات فوراً.

تطلعات مستقبلية

ختم إسماعيل حديثه معبراً عن أمله في أن يكون هذا الاكتشاف بداية لمرحلة جديدة تعود بالنفع على عكوبر وسوريا بأسرها، وأن يتم استثمار هذه الموارد بما يخدم الناس.

احتياطات الغاز السورية

تشير إحصاءات عام 2015 إلى أن احتياطات الغاز المؤكدة في سوريا تبلغ نحو 8.5 تريليونات قدم مكعب، بينما يبلغ متوسط الإنتاج اليومي من الغاز غير المصاحب للنفط نحو 250 مليون متر مكعب، ما يمثل 58 بالمائة من إنتاج الغاز الكلي في البلاد.

أما الغاز المصاحب للنفط فيشكل 28 بالمائة من الإنتاج، حيث يأتي أغلبه من شرق نهر الفرات.

تراجع إنتاج النفط

في عام 2010، كان النفط يمثل 20 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي لسوريا، ونصف صادراتها، وأكثر من 50 بالمائة من إيرادات الدولة، بينما كانت البلاد تنتج 390 ألف برميل نفط يومياً، إلا أن الإنتاج تراجع بشكل حاد ليصل في 2023 إلى 40 ألف برميل يومياً فقط.

وينتج النفط السوري من منطقتين رئيسيتين، هما الشمال الشرقي، خصوصاً في الحسكة، والشرق الممتد على طول نهر الفرات حتى الحدود العراقية قرب دير الزور، مع وجود حقول صغيرة جنوب الرقة، بينما تتركز الموارد الغازية في المناطق الممتدة حتى تدمر وسط البلاد.