أسقطت القوات الأوكرانية من اللواء الميكانيكي 28 طائرة دعم جوي روسية من طراز سو-25 في محيط مدينة توبيسك، حيث عرضت القوات فيديو للعملية عبر قنواتها الرسمية، موضحةً الأضرار بعد الحادثة.
تفاصيل الحادثة
وفقاً لتقارير، تم إسقاط الطائرة بواسطة وحدة دفاع جوي مشتركة تضم عناصر من اللواء الميكانيكي المنفصل 28 واللواء المنفصل 57 المضاد للطائرات. تم تنفيذ الضربة باستخدام نظام صواريخ دفاع جوي محمول على الكتف، وتحديداً إيغلا من الحقبة السوفيتية.
لا يُظهر الفيديو بوضوح أضراراً هيكلية كارثية في سو-25 قبل الاصطدام، مما يشير إلى أن الصاروخ أصاب القسم الخلفي من الطائرة، حيث تعمل محركات تومانسكي R-195 الثنائية، مما يجعلها هدفاً مثالياً لصاروخ يبحث عن حرارة.
نتائج الضربة
يؤدي إصابة الطائرة في هذه المنطقة إلى إلحاق أضرار كبيرة بها، مما يسبب فشل المحرك وفقدان السيطرة. تعتبر سو-25 طائرة قوية قادرة على تحمل أضرار كبيرة، إلا أن هذه الطائرة تحطمت وانفجرت عند اصطدامها بالأرض.
تضاف حادثة إسقاط هذه الطائرة إلى قائمة متزايدة من الخسائر الروسية في الأجواء المتنازع عليها فوق أوكرانيا. تُعرف سو-25، والتي يُطلق عليها اسم “فروجفوت” من قبل الناتو، بأنها من الطائرات الأساسية للقوات الروسية والسوفيتية منذ الثمانينيات، حيث صُممت لتقديم الدعم الجوي في البيئات المحمية بشكل كبير.
الدفاع الجوي الأوكراني
كما توضح هذه الحادثة، فإن هذه الطائرات المدرعة بشدة لا تزال عرضة لشبكة الدفاع الجوي الأوكرانية متعددة الطبقات، التي أثبتت فعاليتها ضد الطائرات الهجومية منخفضة الارتفاع.
تسلط هذه العملية الضوء على اتجاه أوسع في الصراع: تزايد صعوبة تنفيذ المهام القتالية الجوية الروسية في الارتفاعات المنخفضة بسبب انتشار أنظمة الدفاع الجوي المحمولة وصواريخ MANPADS الأكثر تعقيداً.
أسلحة إيغلا الفتاكة
يعتبر صاروخ إيغلا من الطراز السوفيتي سلاحاً فعالاً ومجرباً في المعارك مصمماً لإسقاط الطائرات المنخفضة التحليق بكفاءة كبيرة. يعتمد الصاروخ على بحث حراري سلبي يقوم بقفل نفسه على ما تطلقه محركات الطائرة من حرارة، مما يجعل سو-25 هدفًا مغريًا.
مع ضخ محركات تومانسكي R-195 كميات هائلة من الحرارة، تصبح “فروجفوت” بمثابة منارة لصواريخ إيغلا. بمجرد إطلاقه، يتتبع الصاروخ الهدف بشكل مستقل معدلاً مساره أثناء الطيران ليقع على الحارقة الأكثر سخونة، وعادة ما تكون منازله العارية.
الاستراتيجيات والتهديدات
يمكن أن تؤدي الإصابة الجيدة إلى تدمير المحرك على الفور أو إلحاق أضرار حرجة بوسائل التحكم في الطيران، مما يترك الطيار مع خيارات قليلة سوى القفز أو محاولة تعافي تتطلب مهارات شبه مستحيلة.
تُعرف سو-25 بقوتها وقدرتها على تحمل الأضرار، حيث أنها بُنيَت لتحمل الضغوط والاستمرار في الطيران. بينما تعتمد الطائرات السريعة على السرعة والمناورة لتفادي التهديدات، فإن “فروجفوت” غالباً ما تجد نفسها في قلب المعارك داخل الأجواء المنخفضة، حيث تنتظر فرق MANPADS الفرصة المناسبة.
تحديات الطيارين الروس
تدخل تدابير مضادة في الصورة، حيث يقوم طيارو سو-25 بإطلاق شعلات حرارية، وهي انفجارات حرارية تهدف إلى تضليل الصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء. إذا تم توقيتها بشكل صحيح، يمكن خداع مُحدد الصاروخ لتتبع الشعلات بدلاً من الطائرة نفسها. ومع ذلك، ليست هذه الخدعة مضمونة للنجاة.
تتميز نسخ إيغلا الأكثر حداثة بمقاومة محسنة للتدابير المضادة، باستخدام خوارزميات تساعد الصاروخ على التمييز بين الطعوم والأهداف الحقيقية استنادًا إلى أنماط الحرارة وحركة الديناميكية.
مع ذلك، يستمر الخطر
في حال تجاهل الصاروخ للشعلات، فإن الخط الدفاعي الأخير للطيار هو حدسه—التحولات الحادة، تغير الارتفاعات السريع، واستخدام التضاريس لمحاولة كسر القفل الذي يحققه الصاروخ.
حتى إذا تعرضت سو-25 لإصابة، فهذا لا يعني بالضرورة أن الطائرة ستسقط. يُعرف عن “فروجفوت” أنها تعيد الطيارين إلى قاعدتهم رغم الأضرار الكبيرة—حيث توجد حالات موثقة لنجاة سو-25 من إصابات أنظمة MANPADS مع إيقاف محرك واحد وبها شظايا، وما زالت تصل إلى القاعدة.
جذور النزاع
بدأت التدخلات العسكرية الروسية في أوكرانيا في 21 فبراير 2022، بعد أن زعمت روسيا تعرض منشآتها الحدودية لهجوم من قبل القوات الأوكرانية، مما أسفر عن مقتل خمسة مقاتلين أوكرانيين. ومع ذلك، سرعان ما نفت أوكرانيا هذه الادعاءات، ووصفتمها بأنها __”أعلام زائفة”__.
في خطوة بارزة في نفس اليوم، أعلنت روسيا أنها اعترفت بالمناطق المدعومة ذاتياً من جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك. ومن المثير للاهتمام، وفقاً للرئيس الروسي بوتين، أن هذا الاعتراف شمل جميع المناطق الأوكرانية. بعد هذا الإعلان، أرسل بوتين كتيبة من القوات العسكرية الروسية، بما في ذلك الدبابات، إلى هذه المناطق.
ثم، في 24 فبراير 2022، تصدرت العناوين العالمية حادثة بارزة. قاد بوتين هجومًا عسكريًا قوياً على أوكرانيا. بفضل قوات روسيا القوية المتمركزة على الحدود الأوكرانية، لم يكن هذا الهجوم عفويًا، بل كان إجراءً مدبرًا. ورغم الظروف التي تشبه الحرب، تمتنع الحكومة الروسية عن استخدام هذا المصطلح، مفضلةً الإشارة إلى هذا بـ”عملية عسكرية خاصة”.