الجمعة 24 يناير 2025
spot_img

انهيار محادثات الائتلاف الحكومي في النمسا

انهارت المفاوضات الرامية لتشكيل ائتلاف حكومي في النمسا، بعد أن انسحب حزب “النمسا الجديدة والمنتدى الليبرالي” (NEOS) من المحادثات، مما يهدد التحالف القائم الذي كان يسعى لاحتواء صعود اليمين المتطرف. وأشارت صحيفة “بوليتيكو” إلى أن هذا الانسحاب يشكل ضربة جديدة للأحزاب الوسطية في البلاد.

وفي مؤتمر صحفي عقدته الجمعة، أعلنت بيتي ماينل رايزنجر، زعيمة الحزب، قرار الانسحاب، مؤكدة أن حزبها هو الأصغر بين الأحزاب الثلاثة التي كانت تأمل في تشكيل الحكومة المقبلة.

خلافات قوية

وأوضحت رايزنجر أنه كان هناك “نقاط خلافية” أساسية تتعلق بالميزانية والقدرة التنافسية أثناء المفاوضات مع “حزب الشعب النمساوي” (ÖVP)، الذي يقوده المستشار كارل نيهامر، و”الحزب الديمقراطي الاجتماعي” (SPÖ). واتهمت تلك الأحزاب بعدم الاستعداد للتفكير بعيدًا عن نتائج الانتخابات المقبلة، مما يؤدي إلى عدم تنفيذ “إصلاحات جوهرية”.

وتعتبر “بوليتيكو” أن انهيار المحادثات، التي انطلقت رسميًا في نوفمبر الماضي، يعزز موقف حزب “الحرية” (FPÖ) ذو التوجهات المناهضة للهجرة والصديق لروسيا، الذي تمكن من رفع حصته من الأصوات ويحتل المركز الأول في الانتخابات الوطنية التي جرت في سبتمبر، إلا أنه استُبعد من أي مفاوضات لتشكيل الحكومة.

دعوة للاستقالة

وفي تعليق على الوضع، دعا مايكل شنيدلتز، الأمين العام لحزب الحرية النمساوي، المستشار نيهامر إلى الاستقالة، واصفًا انهيار المف negotiationsات بأنه “وحشية سياسية” و”ائتلاف خاسر”.

حتى في غياب دعم “النمسا الجديدة”، يبقى بإمكان حزب الشعب النمساوي و”الحزب الديمقراطي الاجتماعي” مواصلة المفاوضات بشكل منفرد وتشكيل ائتلاف ثنائي، حيث يمثل الحزبان معًا 92 مقعدًا من أصل 183 في مجلس النواب النمساوي، مما يمنحهم أغلبية ضئيلة بفارق مقعد واحد فقط.

زيادة دعم اليمين

في سياق الانتخابات، سجل حزب “الحرية” اليميني المتطرف حضورًا لأول مرة في البرلمان، مما يعكس تزايد تأييد الأحزاب اليمينية في أوروبا، والذي تفجر بسبب مخاوف من ارتفاع مستويات الهجرة، والتضخم، وحرب أوكرانيا.

ويستفيد حزب الحرية من الإحباط المتزايد للناخبين جراء التضخم والاضطرابات العالمية، بالإضافة إلى المخاوف حول الهجرة. كما يدعو الحزب إلى إنهاء العقوبات المفروضة على روسيا، ويعبر عن انتقادات حادة حيال المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا، مؤكدًا على موقفه الرافض لمبادرة الدرع الجوي الأوروبية التي أطلقتها ألمانيا.

اقرأ أيضا

اخترنا لك