الأربعاء 26 مارس 2025
spot_img

انطلاق مؤتمر “بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية” بمكة

انطلقت، يوم الخميس، في مكة المكرمة، أعمال النسخة الثانية من مؤتمر “بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية”، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. يجمع المؤتمر أكثر من 90 دولة، بمشاركة كبار المفتين والعلماء والمفكرين من مختلف المذاهب والطوائف الإسلامية ليكون حدثاً إسلامياً وحدوياً مهماً.

شمولية وتعزيز الألفة

يهدف مؤتمر “بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية”، الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي تحت شعار “نحو مؤتلَفٍ إسلاميٍّ فاعِل”، إلى تعزيز الألفة الإسلامية ووضع البرامج العملية لتحقيق وثيقة بناء الجسور. يؤكد العلماء والمفتون المشاركون أهمية تجاوز الخلافات الماضية والانطلاق نحو مزيد من التعاون والتضامن تحت مظلة الأخوة الإسلامية.

في كلمته خلال افتتاح المؤتمر، أكد الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، مفتي عام المملكة، على مسؤولية العلماء والمفكرين في تعزيز صوت الحكمة لحفظ وحدة الأمة الإسلامية ومعالجة مشكلاتها. دعا إلى اتباع صوت العقل في مواجهة الأزمات، مشيراً إلى ضرورة توحيد الصف الإسلامي والابتعاد عن تبادل الاتهامات.

نداء للتحرك والإنجاز

أوضح مفتي المملكة، في كلمة ألقاها نيابة عنه الأمين العام لهيئة كبار العلماء، الدكتور فهد الماجد، أن المسلمات والإرث الفكري لقيام الأمة ينبغي أن تُستغل لتجاوز التحديات. ودعا إلى البناء على مبدأ الحكمة بدل النزاعات، مؤكداً أن رفع صوت العلم هو السبيل لتجاوز صراعات الماضي.

وفي سياق كلماته، تحدث عن أهمية وجود المملكة في دعم التضامن الإسلامي، مشيراً إلى أن المملكة تؤدي دورها الريادي في تعزيز الوحدة بين المسلمين. كما 강조 حاجة الأمة للتغلب على نقاط الخلاف من خلال الالتفاف حول ما يجمعها.

أهمية الحوار البنّاء

من جانبه، أشار الشيخ الدكتور محمد العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، إلى أهمية وضرورة تعزيز التضامن الإسلامي، لافتاً إلى أهمية مؤتمرنا الحالي الذي يعكس تطلعات الأمة. وأكد أن الاختلاف هو سمة كونية، ولكن بالعقل والحكمة تُستثمر هذه الاختلافات لمزيد من الإنجاز والتعاون.

وتحدث العيسى أيضاً عن اللجوء إلى الحوار البنّاء، مشدداً على ضرورة التخلي عن المفاهيم الضيقة والعمل نحو رسائل متقدمة تعزز التآخي والفهم المتبادل. دبي إلى إطلاق برامج عملية عملية لتحقيق أهداف الاجتماع، مستفيداً من جميع المشاركين.

قضايا ملحة على الساحة الإسلامية

تصدرت الجلسات العلمية للمؤتمر تطورات الأحداث في فلسطين والسودان وسوريا، فضلاً عن قضايا الأقليات المسلمة. تم تخصيص جلسة لتنسيق المواقف العلمية نحو هذه القضايا الملحة، مع إجراء عدة جلسات حوارية أخرى على مدار المؤتمر.

يستكمل المؤتمر نشاطاته في يومه الثاني، مع عقد جلسات ختامية، تتضمن إصدار البيان الختامي، وطرح الخطط الاستراتيجية لتنفيذ وثيقة “بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية”.

تطلعات وأهداف مشتركة

يستمر المؤتمر في تعزيز الألفة الإسلامية وتأسيس منهجية عمل تسعى لتجاوز الجدل الطائفي من خلال اتخاذ خطوات عملية تواجه التحديات المشتركة. كما يسعى إلى توسيع قنوات التواصل بين المذاهب لتحسين الأوضاع الداخلية في العالم الإسلامي.

تأتي استضافة المملكة لهذا المؤتمر كخطوة إضافية نحو تفعيل دورها في تعزيز التضامن الإسلامي، وتمثل دليلاً على الالتزام النفسي من قبل السعوديين في بناء الجسور بين المذاهب. يعكس المؤتمر سعي الجهات القائمة عليه لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والواقعية من خلال ترسيخ مفاهيم التعاون والإخاء.

اقرأ أيضا

اخترنا لك