سجل معدل الزواج في الصين أدنى مستوى له على الإطلاق، حيث انخفض بنسبة 20% خلال العام الماضي، رغم جهود الحكومة المتعددة لتعزيز رغبة الشباب في الزواج وإنجاب الأطفال.
أرقام مقلقة
وكشفت بيانات وزارة الشؤون المدنية أن عدد الأزواج الجدد، الذين سجلوا للزواج، بلغ أكثر من 6.1 مليون شخص في العام الماضي، وذلك مقارنة بنحو 7.68 مليون في العام 2022.
ويُعزى هذا التراجع في الاهتمام بالزواج إلى الارتفاع الملحوظ في تكاليف رعاية الأطفال والتعليم في البلاد. ونتيجة لتعثر النمو الاقتصادي على مدى السنوات الأخيرة، يجد الخريجون صعوبة في الحصول على وظائف، مما يزيد من عدم اليقين بشأن مستقبلهم المهني.
التحديات السكانية
يعاني المجتمع الصيني من تسارع في نسبة الشيخوخة، إذ يبلغ عدد سكان البلاد 1.4 مليار نسمة، مما يجعلها ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان. وقد أثر تزايد أعمار السكان سلباً على معدل المواليد، الذي انخفض لعقود نتيجة تطبيق سياسة الطفل الواحد منذ عام 1980 وحتى 2015، مع التوسع الحضري المتسارع في تلك الفترة.
تُشير التقديرات إلى أن نحو 300 مليون صيني سيُحالون إلى التقاعد في العقد المقبل. وللتعامل مع هذه الأزمة، بادرت السلطات، العام الماضي، إلى تشجيع الجامعات على التأكيد على أهمية الزواج والأسرة والإيجابية بشأن الإنجاب.
مبادرات حكومية
في شهر نوفمبر الماضي، أصدر مجلس الدولة الصيني توجيهات للحكومات المحلية بضرورة تخصيص الموارد اللازمة لمواجهة أزمة السكان وتعزيز ثقافة الزواج والإنجاب في السن المناسب.
على الرغم من توقع ارتفاع طفيف في عدد المواليد بعد فترة من التراجع جراء جائحة كورونا، إلا أن التقديرات تشير إلى أن عدد السكان في البلاد انخفض للعام الثالث توالياً.
ارتفاع معدلات الطلاق
وفقًا للمعلومات الأخيرة، تقدم أكثر من 2.6 مليون رجل وامرأة بطلبات للطلاق في العام الماضي، مما يمثل زيادة بنسبة 1.1% عن عام 2022.
تستمر الحكومة الصينية في وضع خطط للتغلب على هذه التحديات السكانية والتشجيع على بناء أسر جديدة، في ظل الواقع الاقتصادي والاجتماعي المتنامي.