الأحد 3 أغسطس 2025
spot_img

اليمن: معاناة مهاجرة إثيوبية تكشف مأساة رحلات الموت

spot_img

مأساة مهاجرة أفريقية تكشف معاناة الآلاف في اليمن.

تكشف قصة مهاجرة إثيوبية شابة في اليمن عن حجم المعاناة التي يواجهها أكثر من 200 ألف مهاجر، معظمهم من القرن الأفريقي، والذين يعبرون البحر إلى اليمن سنوياً، بحثاً عن حياة أفضل، وتتعرض النساء بشكل خاص لمخاطر جمة، بما في ذلك الاستغلال.

رحلة إلى المجهول

تسلط المنظمة الدولية للهجرة الضوء على قصة شابة إثيوبية، ضمن مجموعة من المهاجرين، كنموذج للمخاطر والاستغلال والمعاناة التي تواجهها النساء في رحلات الهجرة الخطيرة من القرن الأفريقي إلى اليمن، بهدف الوصول إلى دول الخليج.

الشابة الإثيوبية، العشرينية، فقدت والدها وعانت من صعوبات جمة في رحلتها من قريتها إلى بوصاصو الصومالية، حيث كانت تعيش حياة بسيطة قبل أن يتبدل كل شيء بوفاة والدها.

فقدان الأمل والاتجاه إلى الهجرة

بعد وفاة والدها، شعرت الشابة بفراغ كبير، وبدأت تفكر في الهجرة بعد سماعها عن فرص عمل أفضل في الخارج، فباعت ما تملكه أسرتها من ماعز، وجمعت بعض المال، وأخبرت والدتها أنها ستجد عملاً في الخليج وترسل لها المال، دون أن تدرك المخاطر الكامنة في هذه المغامرة.

سرعان ما تحول الأمل إلى يأس، حيث قام المهربون بتفريق الفتيات ووضعهن في مجموعات صغيرة، واضطرت الشابة للسير لمدة أربعة أسابيع عبر الصحراء باتجاه ميناء بوصاصو، الذي يعتبر نقطة تجمع للمهاجرين، وهناك، تعرضت للاحتجاز من قبل المتاجرين بالبشر الذين طلبوا المزيد من المال.

ضحايا الاتجار بالبشر

لم تستطع الشابة دفع المبلغ المطلوب، فتعرضت للاعتداء والعنف الجنسي، لتصبح ضحية للمتاجرين بالبشر الذين يستغلون ضعف المهاجرين، ويعتمدون على العنف والابتزاز والترهيب للسيطرة عليهم.

بعد هذه الانتهاكات، ساعدها أحد المهربين على الصعود إلى قارب متجه إلى اليمن، حيث التقت بصديقاتها، لكنهن لم يتبادلن الحديث عما تعرضن له خوفاً من المجهول.

الوصول إلى اليمن والمعاناة مستمرة

بعد يومين في البحر، وصلن إلى الساحل اليمني، حيث أجبرهن المهربون على القفز من القارب، لتجد الفتيات أنفسهن وحيدات تائهات في مكان مقفر، قبل أن تساعدهن قرويات يمنيات بتقديم الطعام والملابس.

إلا أن صدمتهن كانت كبيرة عندما علمن أنهن لم يصلن إلى الخليج، فواصلن السير حتى نقلهن رجل يمني إلى عدن، حيث استضافتهن امرأة سبق لها أن خاضت نفس الرحلة، قبل أن تساعدهن في السفر إلى صنعاء بحثاً عن عمل أو دعم.

صدمة الحمل والمستقبل المجهول

في صنعاء، تفرقت الصديقات بحثاً عن عمل، والتقت الشابة بامرأة إثيوبية قدمت لها مكاناً للإقامة وعملاً في متجرها، وبعد أشهر، اكتشفت صاحبة المتجر حمل الشابة، ليتبين أنها في شهرها السادس، ما أصابها بصدمة كبيرة.

ساعدت صديقتها الشابة في الانتقال إلى منزل أختها للراحة، إلا أن الضغوط المالية استمرت، مما دفع الأسرة إلى نقلها إلى المنظمة الدولية للهجرة، وهناك، تحدثت الشابة عن كل ما عانته منذ مغادرتها أسرتها.

الأمل في العودة الطوعية

وضعت الشابة مولودها في نقطة الاستجابة التابعة للمنظمة الدولية للهجرة في صنعاء، وتتلقى حالياً الرعاية الطبية والمشورات والدعم اللازم، إلا أن حصولها وطفلها على الوثائق اللازمة والتعليم والحقوق الأساسية لا يزال غير مؤكد.

تأمل الشابة الإثيوبية الآن في العودة إلى ديارها من خلال برنامج العودة الإنسانية الطوعية، وتحذر أي شخص يفكر في خوض هذه الرحلة، مؤكدة أنها لا تستحق كل هذا الخوف والألم والفقدان.

اقرأ أيضا

اخترنا لك