اليابان تدعو الهند لانضمام تاريخي إلى تحالف “GCAP” العسكري
في خطوة استراتيجية هزّت المشهد الجيوسياسي، وجهت اليابان دعوة رسمية للهند للانضمام إلى البرنامج العالمي لتطوير مقاتلة الجيل السادس (GCAP)، الذي يضم بريطانيا وإيطاليا، في مسعى لتعزيز التعاون الدفاعي ومواجهة التحديات الأمنية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
كشفت مصادر حكومية يابانية النقاب عن هذه المبادرة في 30 أبريل 2025، ضمن جهود طوكيو لتقاسم الأعباء المالية البالغة 40 مليار دولار، وتعزيز التحالفات مع القوى الإقليمية الفاعلة، وسط تصاعد المنافسة التكنولوجية والعسكرية مع الصين.
مواصفات الطائرة القتالية
يسعى التحالف الثلاثي إلى تطوير مقاتلة تفوق سرعتها 1.5 ماخ، مزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي وأنظمة حرب إلكترونية متطورة. تتميز التصميمات الأولية بقدرة على حمل 10 آلاف رطل من الذخائر، متضمنة صواريخ “أسترا” الهندية وأسلحة الطاقة الموجهة.
تعتمد الطائرة على محركات من تطوير “رولز رويس” و”آفيو آيرو”، مع تركيز خاص على التخفي الراداري. ومن المقرر أن تحل محل الأساطيل القديمة مثل المقاتلة اليابانية “ميتسوبيشي إف-2” والبريطانية “يوروفايتر تايفون” بحلول 2035.
الأبعاد الجيوسياسية
تأتي الدعوة في ظل تصاعد التوترات مع الصين، حيث تسعى طوكيو لتعزيز تحالفاتها عبر منتدى “الكواد” الأمني الذي يضم الولايات المتحدة وأستراليا والهند. كما تهدف إلى تقليل اعتماد نيودلهي على التسلح الروسي الذي يشكل 60% من وارداتها الدفاعية.
شهد فبراير 2025 مناورات جوية مشتركة بين “سو-30 إم كي آي” الهندية و”إف-15″ اليابانية، فيما يُنظر للتعاون في “GCAP” كخطوة نحو توحيد القدرات القتالية للتحالف.
تحديات التكنولوجيا والأمن
أعربت اليابان عن مخاوفها بشأن حماية التقنيات الحساسة، خاصة في مجالات الدفع والتخفي، بسبب التعاون العسكري الهندي-الروسي. يأتي هذا في أعقاب اتهامات إيطالية لبريطانيا بحجب التقنيات الحيوية، مما أثار تساؤلات حول تماسك التحالف.
من جهتها، تسعى الهند لموازنة مشاركتها في “GCAP” مع برنامجها المحلي “AMCA” لتطوير مقاتلة الجيل الخامس، والذي تبلغ تكلفته 15 مليار دولار ومن المقرر إطلاق النموذج الأولي عام 2028.
تداعيات إقليمية ودولية
قد تدفع هذه الخطوة باكستان لتعميق شراكتها مع الصين، التي كشفت مؤخراً عن مفهوم مقاتلة “J-36” ذات التصميم الثوري. كما يُتوقع أن تؤثر على التوازنات في بحر الصين الجنوبي، حيث تسعى دول مثل الفلبين وفيتنام لتعزيز قدراتها الدفاعية.
يشهد البرنامج تطورات مؤسسية مع إنشاء “منظمة GCAP الحكومية الدولية” وشركة مشتركة بين “بريتش ايروسبيس” و”ليوناردو” اليابانية، في محاولة لتجنب أخطاء برنامج “إف-35” الأمريكي الذي واجه انتقادات بسبب التكاليف الباهظة.
مستقبل التحالف العسكري
مع دخول المشروع مرحلة التصميم التفصيلي استعداداً لإنتاج النموذج الأولي عام 2027، تبرز أسئلة حاسمة حول قدرة الهند على التوفيق بين طموحاتها التكنولوجية وعلاقاتها الإستراتيجية. هل ستصبح نيودلهي شريكاً أساسياً في رسم مستقبل القوة الجوية العالمية، أم ستفضل الحفاظ على تحالفاتها التقليدية؟
يُعد هذا القرار محكاً حقيقياً لرؤية رئيس الوزراء ناريندرا مودي في تحقيق “الهند ذاتية الاعتماد”، بينما تواصل طوكيو لعب دور المحفز لإعادة تشكيل التحالفات الدفاعية في آسيا.