وافقت الولايات المتحدة على بيع صواريخ AGM-114 Hellfire لدولة الاحتلال الإسرائيلية بقيمة 660 مليون دولار، في صفقة تشمل 3,000 صاروخ جو-أرض. تتيح هذه الصفقة للجيش الإسرائيلي الاختيار من بين مجموعة متنوعة من النسخ، بما في ذلك R3 وF وF/A وK1 وK1A وK2 وK3 وK3A وKA وN وN3 وR.
تفاصيل الصفقة
تشمل الصفقة أيضًا قطع غيار، ومعدات اختبار، ودعم تقني، وتدريب، وحلول برمجية، وخدمات لوجستية، ومن المتوقع أن تبدأ عمليات التسليم في عام 2028.
تحافظ واشنطن منذ فترة طويلة على روابط عسكرية قوية مع الاحتلال الإسرائيلي، وهذه الصفقة تعتبر دليلاً آخر على التزام الولايات المتحدة بشريكها الرئيسي في الشرق الأوسط، وستساعد هذه الصفقة في تعزيز التكامل مع القوات الأمريكية.
التحذيرات من تغيير ميزان القوى
يؤكد البنتاغون أن هذه الصفقة لن تغير ميزان القوى العسكري في المنطقة، وتمتلك إسرائيل بالفعل ترسانة قوية من الأسلحة الدقيقة، وستضيف صواريخ AGM-114 Hellfire أداة قوية أخرى إلى قدراتها القتالية.
المقاول الرئيسي في هذه الصفقة هو شركة لوكهيد مارتن، التي تتخذ من ألاباما مقراً لها. لا توجد معلومات حالياً عن أي اتفاقيات تعويض محتملة، لكن من المرجح أن يتم التفاوض على تفاصيلها بين إسرائيل والشركة. لن تقوم الولايات المتحدة بنشر المزيد من الأفراد في إسرائيل، باستثناء الدعم الفني وتدريب الطاقم حسب الحاجة.
تعزيز القدرات العسكرية للاحتلال
تعزز هذه الصفقة في نهاية المطاف من موقف إسرائيل، وتؤكد أن الولايات المتحدة ليست لديها نية لتقليص دعمها لشريكها الاستراتيجي.
تتمتع مجموعة متنوعة من المنصات العسكرية الإسرائيلية بالقدرة على إطلاق صواريخ AGM-114 Hellfire، بما في ذلك مروحية AH-64 Apache التي تشكل العمود الفقري لدعم القوات الجوية القريب ومهام مكافحة الدبابات. كما أن طائرة Sikorsky UH-60 Black Hawk التي تُستخدم في العمليات الخاصة قادرة على إطلاق هذه الصواريخ عند تجهيزها للمهام القتالية.
أنظمة الطائرات المسيرة
علاوة على ذلك، يمكن تزويد الطائرات المسيرة Hermes 450 وHermes 900 التي تلعب دورًا حيويًا في مهام الاستطلاع والضربات الإسرائيلية بصواريخ Hellfire لأغراض التوجيه الدقيق. تضمن هذه المنصات أن القوات المسلحة الإسرائيلية يمكنها دمج واستخدام الصواريخ الجديدة بشكل فعال عبر سيناريوهات القتال المتعددة.
تعتبر صواريخ AGM-114 Hellfire عائلة من الصواريخ الموجهة المستخدمة من الجو إلى السطح، تم تطويرها بواسطة شركة Hughes Aircraft، والتي أصبحت الآن جزءاً من Raytheon. وقد صُممت في البداية لمهام مكافحة الدبابات، لكنها تطورت عبر الزمن لتصبح سلاحًا متعدد الاستخدامات يناسب مجموعة متنوعة من الأهداف ومنصات الإطلاق.
تاريخ الصاروخ ومواصفاته
تستخدم هذه الصواريخ على نطاق واسع من قبل الجيش الأمريكي وعدة قوات حليفة في جميع أنحاء العالم. الوظيفة الأساسية لصواريخ Hellfire هي تدمير المركبات المدرعة، ولكن تم تكييفها أيضًا للاستخدام ضد المنشآت والأفراد وغيرها من الأهداف ذات القيمة العالية.
تم إدخال الإصدار الأصلي من Hellfire، AGM-114A، إلى الخدمة في أواخر الثمانينيات، ويتميز بنظام توجيه ليزري شبه نشط، مما يعني أن الصاروخ يقترب من الهدف الذي يضيء بواسطة مُحدد ليزري. تتيح التكنولوجيا المتقدمة للصاروخ اختراق أهداف مدرعة بشكل كبير، مما يجعله فعالاً جدًا في سيناريوهات القتال الحديثة.
التحسينات التقنية
على مر الزمن، تم تطوير نسخ جديدة من صاروخ Hellfire، مما زاد من قدراته. قدمت النسخة AGM-114B تحسينات في الرأس الحربي ونظام التوجيه، بينما تضمنت النسخ AGM-114C وAGM-114K مزيدًا من التعزيزات لزيادة دقة الصاروخ ومداه. كما تتمتع هذه النسخ بقدرة أفضل على التوافق مع أنظمة الاستهداف المختلفة.
تم استخدام صاروخ AGM-114 Hellfire على مجموعة متنوعة من منصات الإطلاق، بما في ذلك المروحيات والطائرات المسيرة والطائرات الثابتة وحتى المركبات الأرضية. يمثل مروحية AH-64 Apache إحدى المنصات الرئيسية لإطلاق الصاروخ، حيث تستخدم نظام استهداف متطور يسمح لها بالاقتراب من الأهداف على مدى بعيد.
تعمل الطائرات المسيرة MQ-1 Predator وMQ-9 Reaper التي يُشغلها سلاح الجو الأمريكي أيضًا على حمل صواريخ Hellfire، مما يتيح لها استهداف الأهداف عن بُعد بدقة عالية.
التطويرات الحديثة
من بين التطورات الأهم في عائلة Hellfire هو إدخال النسخة AGM-114R، المعروفة باسم Hellfire Romeo. تعتبر النسخة AGM-114R نسخة متقدمة متعددة الاستخدامات من الصاروخ، وتشتمل على نظام توجيه معدل يسمح لها بمهاجمة مجموعة واسعة من الأهداف.
تتميز هذه النسخة بأنظمة توجيه ليزرية شبه نشطة ونظام توجيه بالأشعة تحت الحمراء، مما يزيد من مرونتها ويسمح لها بتحقيق دقة أعلى عند استهداف الأهداف الثابتة والمتنقلة. كما تتمتع هذه النسخة بمدى وفتك محسّنين، مما يجعلها واحدة من أكثر الصواريخ تنوعًا في عائلة Hellfire.
يتوفر صاروخ Hellfire برأس حربي مزدوج الشحنة مصمم لهزيمة الأهداف المدرعة بشدة، وقادر على ضرب الجزء العلوي والجانبي من المركبات المعادية حيث تكون الحماية المدرعة عادة أضعف. بعض النماذج، مثل AGM-114L، تحتوي على مُحدد بالأشعة تحت الحمراء مع توجيه ليزري مما يجعلها أكثر فعالية ضد مجموعة متنوعة من الأهداف.
استخدامات متنوعة
تسببت هذه الميزات في استخدام صواريخ Hellfire كأحد الأسلحة الرئيسية في العمليات، حيث تم استخدامها بشكل مكثف في النزاعات الحديثة، بما في ذلك تلك التي وقعت في الشرق الأوسط وأفغانستان.
فيما يتعلق بالأداء، تتمتع قذائف Hellfire عادةً بمدى يقارب 8 كيلومترات عندما يتم إطلاقها من طائرة، على الرغم من أن هذا قد يختلف بناءً على النموذج المحدد ومنصة الإطلاق.
تصل سرعة الصاروخ إلى حوالي 1,000 كم/ساعة، ويمكنه استهداف الأهداف بدقة استثنائية. الحجم الصغير للصاروخ وقدرته العالية على المناورة جعلت منه أداة مناسبة لتوجيه ضربات دقيقة في البيئات الحضرية وساحات المعارك المعقدة.
نظم الإرشاد المتقدمة
بجانب النسخ القياسية، هناك نماذج متخصصة أخرى من صواريخ AGM-114 Hellfire، مثل AGM-114P، التي تم تحسينها لاستهداف الأهداف البحرية، وAGM-114N، التي تحتوي على رأس حربي حراري لاستخدامه ضد الأهداف اللينة والأنفاق والمخابئ. تُظهر هذه النماذج المتخصصة قدرة صواريخ Hellfire على التكيف مع سيناريوهات القتال والأهداف المختلفة.
شهدت نظم توجيه الصواريخ تحسينات مستمرة، لا سيما مع إدماج تكنولوجيا متقدمة مثل نظام الملاحة بالقصور الذاتي ونظام تحديد المواقع العالمي، مما عزز من أدائها وسمح بزيادة المسافات والدقة في الهجمات.
تتيح إمكانية استهداف عدة أهداف أيضًا لصواريخ Hellfire فعالية عالية في الضربات المنسقة، حيث يمكن استهداف أهداف متعددة بدقة عالية في مهمة واحدة.