أعلنت الولايات المتحدة رسمياً عن حظر بيع محرك General Electric F414-GE-39E، والذي يشكل عنصراً أساسياً في طائرة سويدية من طراز Saab Gripen E، إلى سلاح الجو الكولومبي المعروف باسم Fuerza Aérea Colombiana.
حظر البيع الأمريكي
هذا الحظر الذي أُعلن عنه عبر وسائل التواصل الاجتماعي من قبل المحلل الدفاعي SA Defensa، يعكس نية واشنطن في السيطرة الكاملة على انتقال الطائرات المتطورة إلى بوغوتا، مما يؤدي إلى إيقاف أي صفقة تتعلق بطائرة Gripen E.
وتفصل التفاصيل الموجودة في منشور عبر منصة X، عن الاهتمام الاستراتيجي للولايات المتحدة في الحد من انتشار التكنولوجيا العسكرية الأمريكية، حتى لشريك تاريخي مثل كولومبيا.
تحديث طائرات كولومبيا
تأتي هذه الخطوة في وقت تسعى فيه كولومبيا لتحديث أسطول طائرات Kfir العتيق، وسط تهديدات أمنية متزايدة في المنطقة، خاصة من جارتها فنزويلا، التي تشغل طائرات متقدمة من طراز Su-30MK2. وكانت طائرة Gripen E قد ظهرت كأحد الخيارات الرئيسية نظرًا لتكاليفها المعقولة وقدراتها الطويلة المدى، بالإضافة إلى توافقها مع الاحتياجات التشغيلية لكولومبيا.
وقد قامت العملاقة السويدية Saab بالتقرب من بوغوتا، مشيرةً إلى قدرة الطائرة على مراقبة الأراضي الواسعة في كولومبيا دون الحاجة لتزود بالوقود، وإمكانية تعزيز الصناعة المحلية عبر شراكاتها. ومع ذلك، فإن الفيتو الأمريكي يهدد بتعطيل هذه الخطط، مما يضع كولومبيا أمام مفترق طرق.
انعكاسات سياسية للقرار
يعكس الفيتو أهداف السياسة الخارجية الأمريكية الأوسع، بما في ذلك الحفاظ على الهيمنة على سوق الأسلحة العالمي ومنع التقنية الحساسة من الوصول إلى المناطق التي تسعى واشنطن لتقييد نفوذها فيها. حيث يعتبر محرك F414، المصنع من قبل General Electric، عاملاً حاسماً في أداء طائرة Gripen E، مما يجعل من المستحيل على Saab تسليم الطائرة إلى كولومبيا بدون موافقة الولايات المتحدة.
هذه ليست المرة الأولى التي تتدخل فيها الولايات المتحدة في صفقات الدفاع في أمريكا اللاتينية، حيث أشارت تقارير سابقة في يناير إلى تردد واشنطن في السماح بوجود مكونات أمريكية في صفقات Gripen لكولومبيا، مما يدل على نمط من السيطرة على جهود تحديث القوات العسكرية في المنطقة.
خيارات كولومبيا المقبلة
يمكن أن يؤدي هذا الفيتو إلى توتر شراكة كولومبيا العسكرية التي تمتد لعقود مع الولايات المتحدة، والتي تم تأسيسها عبر مبادرات مثل خطة كولومبيا، التي ركزت على مكافحة المخدرات ومكافحة التمرد.
تواجه بوغوتا الآن خيارًا صعبًا: إما التخلي عن Gripen E مما قد يؤدي إلى تأخيرات في تحديث سلاح الجو، أو التوجه نحو بدائل من موردين غير غربيين مثل الصين، التي عرضت طائرات مثل J-10C.
توجهات بديلة ومستقبل العلاقات
كما قام بعض المستخدمين في وسائل التواصل الاجتماعي بطرح تكهنات حول احتمال تحول كولومبيا نحو بكين، مشيرين إلى أن كولومبيا قد تلجأ إلى الخيارات الصينية إذا استمرت القيود الأمريكية.
أثار القرار نقاشات حول مستقبل العلاقات الأمريكية-الكولومبية وآثارها الأوسع على المشهد الدفاعي في أمريكا اللاتينية. حيث يجادل النقاد بأن خطوة واشنطن قد تدفع كولومبيا وغيرها من الدول في المنطقة نحو موردين غير غربيين، مما يقلل من تأثير الولايات المتحدة في جزء حيوي من العالم.
أثر الفيتو في المنطقة
بينما يدافع مؤيدو الفيتو عن أنه يحمي الأمن الوطني من خلال ضمان عدم استخدام التكنولوجيا الأمريكية بطرق قد تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة أو تصل إلى أيدي غير صديقة. ومع وزن كولومبيا لخطواتها التالية، يبقى الفيتو على صفقة Gripen E تذكيرًا صارخًا بالتوازن الدقيق بين التحالف والاستقلالية في العلاقات العسكرية الأمريكية-الأمريكية اللاتينية.
أثار الفيتو الأمريكي لصفقة Gripen E إلى كولومبيا مخاوف جديدة بشأن تأثيره المحتمل في أمريكا اللاتينية، وخاصة بالنسبة لبيرو، التي كانت أيضاً تنظر في طائرة النسر السويدي كجزء من خطط تحديث سلاح الجو لديها.
توقعات تجارية مع بيرو
يتكهن محللو الدفاع الآن بأن واشنطن قد تفرض حظراً شبيهاً على أي مبيعات Gripen E إلى بيرو، مستفيدةً من سيطرتها على محرك General Electric F414 لتوجيه ليما نحو شراء طائرات F-16 الأمريكية بدلاً من ذلك.
تشير بعض الآراء إلى أن هذه الاستراتيجية تعكس جهدًا أوسع من قبل الولايات المتحدة للحفاظ على الهيمنة في سوق طائرات المقاتلة في المنطقة، مع إعطاء الأولوية لطائرة Lockheed Martin F-16 Block 70 على المنافسين الأجانب مثل Gripen E.
بدائل جديدة وطائرات الرافال
في هذا السياق، تبرز طائرة الرافال الفرنسية التي تعرضها Dassault Aviation كعامل مفاجئ. على عكس Gripen E، تعتمد الرافال على التكنولوجيا الأوروبية، مما يجعل من الصعب على الولايات المتحدة فرض حظر أو فيتو. ويعتبر المحللون أن هذه الطائرة قد تمثل الخيار الأفضل لبيرو، خاصةً إذا زادت الضغوط الأمريكية.
تمتلك بيرو تاريخاً في الحصول على الطائرات الفرنسية مثل Mirage 2000، وتسعى حالياً لاستبدال أسطولها المتقادم، مما قد يجعل استقلال الرافال عن المكونات الأمريكية جذاباً لها.
غير تقليدي لكنه فعّال
تمتاز الطائرة بقدرات متقدمة، أثبتت فعاليتها في العمليات العالمية، بالإضافة إلى توافقها مع الاحتياجات الاستراتيجية لبيرو، مما يجعلها خيارًا مثيرًا للاهتمام، خاليًا من القيود الجيوسياسية المرتبطة بالأنظمة المصنعة في الولايات المتحدة. ومع تنقل المنطقة عبر هذه الديناميكيات الدفاعية المعقدة، قد تؤثر استقلالية الرافال عن النفوذ الأمريكي بشكل كبير على مستقبل أسطول الطائرات القتالية في بيرو.
تم تطوير طائرة Saab JAS 39 Gripen للطيران الخفيف المتعدد المهام من قبل شركة Saab AB السويدية، المصممة لتتألق في معارك جوية، وهجمات أرضية، ومهام الاستطلاع.
أداء Gripen وأنظمتها
تُعرف Gripen بتصميم جناح الدلتا ونظامها القابل للتحكم بالأسلاك، مما يتيح قدرة استثنائية على المناورة والتكيف عبر مجموعة واسعة من البيئات التشغيلية.
أُدخلت الطائرة الخدمة لأول مرة في أواخر التسعينيات، وتطورت عبر عدة نسخ، كل منها مصممة لتلبية احتياجات القوات الجوية الحديثة مع الحفاظ على تكاليف التشغيل المعقولة وسهولة الصيانة.
سجل Models A وB، الذي تم تقديمه في منتصف التسعينيات، دخول الطائرة الرسمي للخدمة مع سلاح الجو السويدي، ليحل محل طائرات Saab Draken وViggen القديمة. هذه النسخ الأولية وجهت لتعزيز تفوق جوي ودعم هجمات جوية، مُسجلةً لقدرتها على حمل مجموعة متنوعة من الصواريخ جو-جو مثل AIM-9 Sidewinder والأسلحة الموجهة بالصواريخ.
تفاصيل التطوير التاريخية
بينما لا تزال هذه النسخ محدودة الاستخدام، تعتبر الأساس لعائلة Gripen، المعروفة ببساطتها وتكاليفها المنخفضة. تُعتبر Gripen C وD، التي دخلت الخدمة في أوائل الألفية، ترقية كبيرة تتضمن تقنيات متطورة، ورادارات محسّنة، وقدرات تسليح محسّنة.
تحتفظ هذه الطرازات بمحرك RM12 لكنها تتميز برادار PS-05/A Mk 4 الأكثر كفاءة، مما يتيح اكتشاف الأهداف وتتبعها بشكل أفضل. يُعد النموذج C نسخة ذات مقعد واحد، بينما النموذج D هو نسخة تدريب ذات مقعدين، وكلاهما قادرين على حمل مجموعة واسعة من الذخائر بما في ذلك AIM-120 AMRAAM للمعارك على المدى البعيد.
تكنولوجيا المستقبل
مع التركيز على الحرب الشبكية، تتضمن هذه الطرازات أنظمة اتصال حديثة وقدرات الحرب الإلكترونية، مما يجعلها مناسبة للعمليات المشتركة والمهمات المركّبة في بيئات تتسم بالتنافس.
تُعتبر Gripen E وF، آخر أحدث طرازاتها التي ظهرت في العقد 2010، تطورًا يدفع الطائرة إلى فئة المقاتلات من الجيل 4.5، حيث تقدم تكنولوجيا متقدمة وأداء معزز.
مدعومة بمحرك General Electric F414G الأكثر قوة، تقدم Gripen E دفعاً أكبر، ونطاقاً ممتداً، والقدرة على حمل حمولات أثقل عبر عشرة نقاط تثبيت، تستوعب الأسلحة المتقدمة مثل صاروخ Meteor بعيدة المدى، وصاروخ IRIS-T القصير المدى، ومجموعة من الأسلحة الذكية.
توجهات مستقبلية لـ Gripen
تظهر النسخة E رادار Selex ES-05 Raven AESA المتطور، ونظام البحث والتتبع بالأشعة تحت الحمراء (IRST)، بالإضافة إلى مجموعة متقدمة من الحرب الإلكترونية، مما يمنحها وعيًا بيئيًا متفوقًا وحماية ذاتية
يُعد Gripen F، الذي صُمم للتدريب والمرونة التشغيلية، متوافق بالكامل مع هذه القدرات، مما يضمن الاندماج السلس في القوات الجوية الحديثة.
كفاءة التشغيل والمرونة
تتضمن هذه النسخ أيضًا واجهات ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وشبكات سرية للتنسيق التكتيكي، وهندسة طائرات قابلة للتطوير بسرعة، مما يضمن بقاء Gripen تنافسية أمام التهديدات المتقدمة لعقود.
على جميع النسخ، تم تصميم Gripen للإطلاق السريع ودعم لوجستي محدود، حيث يمكن أن تعمل من قواعد طرق متفرقة أو مدارج قصيرة تحتاج فقط إلى طاقم أرضي صغير. تبرز قدرتها على إعادة التزود بالوقود والتجهيز في أقل من 20 دقيقة لمهام جو-جو كميزة تشغيلية هامة، فائدة حيوية في سيناريوهات القتال عالي الكثافة.
سواء كانت تقوم بدوريات في المناخات القطبية أو تشارك في البيئات الاستوائية، فإن تصميم Gripen القوي وأنظمتها القابلة للتكيف تجعلها خيارًا مفضلًا للأمم التي تسعى للحصول على طائرة مقاتلة فعالة من حيث التكلفة، حيث تم تسليم أكثر من 271 طائرة حتى الآن، مع استمرار اهتمام دول مثل أوكرانيا والبرازيل.