أكدت منظمة التعاون الإسلامي يوم الجمعة دعمها للخطة العربية الرامية إلى إعادة إعمار قطاع غزة، والتي تم اعتمادها خلال “قمة فلسطين” المنعقدة في القاهرة، مشددة على حق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.
اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء
جاء ذلك في كلمة الأمين العام للمنظمة حسين طه خلال الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الدول الأعضاء الذي عُقد في جدة، حيث تم بحث العدوان الإسرائيلي المستمر على الفلسطينيين، بالإضافة إلى مخططات الضم والتهجير. كما تم الموافقة على استئناف عضوية سوريا في المنظمة.
وأوضح طه أن الخطة العربية تمثل رؤية مشتركة تستدعي من الجميع mobilization الدعم المالي والسياسي الضروري لتنفيذها، وفق مسار سياسي واقتصادي متكامل يهدف إلى تحقيق حل الدولتين. وحذر من المخاطر التي تشكلها الإجراءات الإسرائيلية المرفوضة لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين.
دور وكالة الأونروا
وشدد الأمين العام على ضرورة الاستمرار في دعم وكالة “الأونروا”، التي تلعب دوراً حيوياً ولا يمكن الاستغناء عنه في خدمة الملايين من اللاجئين الفلسطينيين. وأكد على أهمية زيادة الدعم السياسي والمالي والقانوني لوكالة الأونروا.
وأضاف طه أن الاجتماع يُعقد وسط تحديات كبيرة تواجه القضية الفلسطينية بسبب استمرار الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي وجرائمها اليومية. ولقد أشار إلى محاولات الضم والتهجير القسري للفلسطينيين وتغيير المعالم الجغرافية والديموغرافية في الأراضي المحتلة، بالإضافة إلى انتهاكات حرمة المقدسات في مدينة القدس.
وقف إطلاق النار وتحقيق الأمن
ودعا طه إلى تكاتف الجهود لتحقيق وقف إطلاق نار مستدام، والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال، لتأمين وصول المساعدات الإنسانية ومساعدة النازحين على العودة إلى بيوتهم. كما شدد على أهمية تمكين الحكومة الفلسطينية من تأدية مهامها والحفاظ على وحدة الأراضي المحتلة.
وفي الوقت نفسه، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى إلى تبني خطة “قمة القاهرة” كخطة عربية إسلامية مشتركة تتضمن إعادة إعمار غزة بأيدٍ فلسطينية، مع تأكيد ضرورة الدعم الإقليمي والدولي لتحقيق هذه الأهداف.
حشد الدعم الدولي
وأكد مصطفى أن نجاح هذه الخطة مرتبط بإلزام إسرائيل بوقف العدوان وضمان عودة النازحين، بالإضافة إلى فتح المعابر واستدامة وقف إطلاق النار. وأعرب عن التزام الحكومة الفلسطينية لبذل كافة الجهود لإنجاح تنفيذ خطة إعادة الإعمار.
ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني المجتمع الدولي إلى تكثيف الضغط السياسي والدبلوماسية على إسرائيل لضمان حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، مؤكدًا على أهمية الوحدة الإسلامية للتصدي للغطرسة الإسرائيلية وتعزيز السلام في المنطقة.
مطلب الدعم لمستقبل سوريا
من جانبه، دعا وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني دول المنظمة إلى دعم بلاده في المرحلة الحالية من إعادة الإعمار، مشيرًا إلى الحاجة الملحة للاستثمار والتضامن العربي والإسلامي لتحقيق نهضة في سوريا، والتي ستشكل برهانًا على وحدة الأمة الإسلامية.
وأضاف الشيباني أن الحكومة السورية تعمل على تقليل معاناة المواطنين، وطالب برفع العقوبات الاقتصادية التي تعيق جهود إعادة الإعمار، مشيدًا بخطوات الاتحاد الأوروبي في تعليق بعض القيود.
التأكيد على الالتزام بالأهداف
وأشار الشيباني إلى أن عودة سوريا إلى منظمة التعاون الإسلامي هي خطوة نحو الاستقرار والتنمية، مؤكدًا التزام بلاده بالأهداف التي تسعى المنظمة لتحقيقها. ودعا إلى اتخاذ مواقف صارمة ضد الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة.