تواجه الهند تحديات متزايدة في مجال التسلح الجوي، مع تسارع التحديث العسكري لكلٍّ من الصين وباكستان. وفي ظل الحاجة الملحّة إلى مقاتلة من الجيل الخامس، تتزايد النقاشات حول إمكانية اقتناء الهند لمقاتلة Su-57 الروسية كحلٍّ مؤقت، إلى حين تطوير طائرتها المحلية AMCA، التي لن تدخل الخدمة قبل منتصف الأربعينيات.
أكد المارشال أنيل شوبرا، رئيس القوات الجوية الهندية السابق، أن هذه مقاتلة “سو-57” الروسيةقد تملأ فجوة حيوية في مواجهة التحديات المتزايدة من الخصوم الإقليميين.
عودة الاهتمام بـ Su-57
كانت الهند شريكًا في تطوير Su-57 لكنها انسحبت سابقًا بسبب مخاوف تتعلق بالتكلفة والجدول الزمني. إلا أن التطورات الأخيرة، بما في ذلك الأداء القتالي للطائرة في أوكرانيا وتحسين قدراتها الإنتاجية، أعادت إحياء الاهتمام الهندي بها. ووفقًا لتقارير، تناقش نيودلهي إمكانية إنتاجها بترخيص محلي، على غرار Su-30MKI، مما يمنحها استقلالية في التشغيل والصيانة.
قدرات سو-57 القتالية
أظهرت سو-57 سجلاً قتاليًا مثيرًا في أوكرانيا، حيث شاركت في مهمات متعددة مثل سحق الدفاعات الجوية والقتال الجوي والضربات العميقة. وبدء الإنتاج المتزايد منذ عام 2020 جعل التصدير الواسع النطاق أكثر قابلية، حيث ذكرت أن الجزائر قد أبرمت أول عقد أجنبي في أواخر عام 2024.
الضغوط المتزايدة على تحديث الدفاع
أكد المارشال شوبرا، الضغوط المتزايدة لضرورة تحديث الدفاع الجوي الهندي، حيث من المتوقع أن تعزز باكستان قواتها بمقاتلات “جي-35” الصينية خلسة بحلول عام 2029، بينما لن تنتج الهند نموذجًا أوليًا لمقاتلة “AMCA” قبل عشرة أعوام على الأقل.
مخاوف من التأخير في البرامج المحلية
تثير التأخيرات السابقة في برنامج “تيجاس” مخاوف من أن “AMCA” قد لا تدخل الخدمة قبل منتصف الأربعينيات. وفي الوقت نفسه، تتوسع أسطول “جي-20” الصيني بسرعة، مع تقديرات تشير إلى أن 1500 طائرة قد تكون جاهزة للاستخدام بحلول 2035.
فرص شراء مؤقتة
أقر المارشال شوبرا بوجود شعور متزايد بأن الهند قد تحتاج إلى مقاتلات جيل خامس مؤقتة، لكن الولايات المتحدة لا تزال غير مستعدة لتقديم مقاتلات “F-35” بسبب المخاوف الجيوسياسية والقيود التشغيلية الصارمة المفروضة على مقاتلاتها المُصدَّرة.
استفادة الهند من سو-57
مع استبعاد “F-35” كخيار، تظل “سو-57” البديل المتاح الوحيد. وفقًا لمصادر روسية، فإن تكاليف دورة حياة “سو-57” مقارنة بنماذج “سو-30″ و”سو-35” تجعلها خيارًا موفِّرًا مقارنة بتكاليف الحفاظ على “F-35″ و”F-22”.
تطوير مستمر وتعزيز القدرات
تستمر تطويرات “سو-57” مع دمج روسيا للأسلحة المتقدمة والطائرات المسيرة لتعزيز فعاليتها التشغيلية. يعد محرك “AL-51F” الجديد بتحسين الأداء مع نسب دفع إلى وزن أعلى واستهلاك أقل للوقود.
استراتيجية تدخل عاجلة
خلص أنيل شوبرا، إلى أن النهج الأمثل للهند هو استراتيجية مزدوجة – تسريع تطوير “AMCA” مع تأمين حل مؤقت. ومع وجود خيارات محدودة، تظل “سو-57” مرشحًا قويًا بفضل قدرتها على التكامل مع أنظمة الدفاع الجوي S-400 الحالية.
تخصيص المقاتلات للمعايير الهندية
إذا حصلت الهند على المقاتلة الروسية، يمكن أن تخضع لعدد من التعديلات لتتوافق مع متطلبات القوات الجوية الهندية. تاريخيًا، سعت الهند لتخصيص المنصات الروسية، كما هو الحال مع برنامج “سو-30MKI”.
تكنولوجيا متقدمة في التقنيات المستقلة
قد تسعى الهند لدمج تقنيات محلية، مثل أنظمة الرادار AESA التي تم تطويرها لبرامج AMCA وLCA “تيجاس Mk2”. رغم أن “سو-57” تستخدم حاليًا رادار N036 Byelka، إلا أن نظامًا هنديًا محليًا أو نظامًا هجينيًا قد يُعتبر.
تعزيز قدرات الأسلحة الهندية
من المحتمل أن تُعدل “سو-57” لحمل الأسلحة الهندية المصممة مثل صاروخ “أسترا” و”براهMos-NG”. ستساعد هذه التعديلات في تعزيز التكامل بين الطائرة والقدرات الحالية للقوات الجوية الهندية.
تحسين الخصائص الخفية
قد تدفع الهند لتحسين خصائص “سو-57” الخفية عبر دمج المواد المركبة المتقدمة والطلاءات الماصة للرادار. على الرغم من أن روسيا قامت بتحسين الخصائص الخفية للطائرة، فقد تسعى الهند لمزيد من التحسينات لتلبية المواصفات الهندية.
تحقيق تكامل سلس مع الأنظمة الحالية
يعد التكامل السلس مع الأنظمة القتالية الحالية والمستقبلية أمرًا بالغ الأهمية. لقد استثمرت القوات الجوية الهندية بشكل كبير في قدرات الحرب الشبكية، ومتطلبات التعديلات لشبكات البيانات وأنظمة إدارة المعارك لتحقيق التشغيل المتكامل مع الأنظمة الحالية.
تطوير بيئة الصيانة المحلية
تعتبر الاستدامة وسهولة الصيانة من الاعتبارات الرئيسية لأي اقتناء هندي. وفي ظل تجارب الهند مع التحديات اللوجستية الروسية، سيتطلب الأمر تطوير بيئة محلية للصيانة والإصلاح، مما قد يتضمن نقل التكنولوجيا لتعزيز الاعتماد الذاتي.
