أعرب مسؤول رفيع المستوى في حلف شمال الأطلسي “الناتو” عن قلقه من احتمالية تعرض الحلف لهجوم غير تقليدي من روسيا، قد يتضمن أعمال تخريبية أو حرائق متعمدة، مما ينذر بخسائر كبيرة. وتصاعدت هذه المخاوف بعد ارتفاع ملحوظ في الأعمال العدائية التي تستهدف الدول الأعضاء في الحلف.
زيادة التهديدات الروسية
وأشار جيمس أباثوراي، الذي يتولى تحديث استراتيجية “الناتو” لمواجهة ما يعرف بـ “الحرب الهجينة”، إلى ضرورة أن يكون الحلفاء أكثر وضوحاً في توضيح مستوى الأعمال العدائية التي قد تستدعي رد فعل عسكري.
في تصريحات أدلى بها لشبكة “سكاي نيوز” البريطانية، أكد أباثوراي أن الدول الـ32 الأعضاء في “الناتو” أصبحت أكثر يقظة بعد تزايد الهجمات الهجينة من روسيا على أوروبا والولايات المتحدة وكندا، حتى وصلت إلى ما اعتبره “غير مقبول تماماً” خلال السنوات الخمس الماضية.
هجمات تخريبية متزايدة
أوضح أباثوراي أن الأعمال التخريبية، مثل قطع الكابلات البحرية واستهداف المباني وزرع أجهزة حارقة، زادت بشكل ملحوظ بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا في فبراير 2022. ولفت إلى أنه من الممكن إحصاء عشرات العمليات، وقد يصل العدد إلى مئة، مع إحباط العديد من المؤامرات الأخرى.
وصف أباثوراي الزيادة في الهجمات بأنها رد فعل من الكرملين على الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا، موضحاً أن الغرب لا يسعى لمواجهة روسيا، بل يحاول تقييد تصرفاتها العدائية تجاه جيرانها.
تحذيرات من تصعيد محتمل
وفي تعليقه على المخاوف من أن تؤدي هجمات هجينة إلى تجاوز “خط أحمر” يتطلب تفعيل المادة الخامسة من ميثاق “الناتو”، حذر أباثوراي من أن إحدى هذه الهجمات قد تؤدي إلى عواقب وخيمة.
المادة الخامسة في ميثاق “الناتو” تتطلب رداً جماعياً على الهجوم الذي يستهدف أي دولة عضو. وهو ما يشير إلى أن أي فعل عدائي قد يجر الحلف نحو الصراع.
دروس من الماضي
أشار أباثوراي إلى محاولة اغتيال سيرغي سكريبال – العميل المزدوج السابق – وابنته باستخدام سلاح كيميائي عام 2018، كدلالة على إمكانية تزايد الضحايا أو الأضرار الاقتصادية الكبيرة نتيجة لعمليات هجينة مماثلة.
تسعى جهود أباثوراي إلى تحديث استراتيجية “الناتو” لفهم ومواجهة الحرب الهجينة، والتي لم يتم تحديثها منذ عام 2015. ويركز الفريق على جمع المعلومات حول الهجمات الهجينة المشتبه في تورط روسيا بها ودول أخرى مثل الصين وإيران وكوريا الشمالية.
قمة حلف الناتو المقبلة
من المقرر أن يتم اعتماد السياسة المحدثة خلال قمة الحلف المزمع عقدها في عام 2025، والتي ستناقش كيفية تطوير ردود “الناتو” على العدوان بشكل أفضل، وخاصةً وسط المخاوف من تصعيد الأعمال العدائية.
أوضح أباثوراي أن الحلف يرغب في وضع قاعدة واضحة لمنع التصعيد وإدارة الأزمات عند حدوثها، ما يعكس التحديات الأمنية التي تواجه الدول الأعضاء منذ تأسيس “الناتو” في عام 1949.
مع تصاعد الأعمال العدائية الهجينة التي يصعب نسبها لدولة معينة، تعد هذه التهديدات مرحلة جديدة تتطلب استجابة جماعية من قبل “الناتو”.