السبت 19 أبريل 2025
spot_img

المغرب يصف تسريب بيانات الموظفين بعمل إجرامي

وصف الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، اليوم الخميس، تسريب بيانات شخصية لموظفين مغاربة بأنه “عمل إجرامي” تقف وراءه “جهات معادية” تهدف إلى “التشويش على النجاحات الدبلوماسية” للمملكة بشأن قضية الصحراء، وذلك بحسب ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.

هجمات سيبرانية

وأكد الوزير مصطفى بايتاس خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد بعد الاجتماع الأسبوعي للحكومة، أن “هذه الهجمات، التي نسبها إلى جهات معادية، أسفرت عن تسريب بيانات خاصة بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي”.

يُعتبر الصندوق المذكور مؤسسة رسمية تدير خدمات التأمين عن المرض والتقاعد لموظفي القطاع الخاص، وقد أعلن في بيان له يوم الأربعاء أن “نظامه المعلوماتي تعرض لسلسلة من الهجمات السيبرانية التي أدت إلى تسريب بيانات”.

تزامناً مع ذلك، تداولت وسائل إعلام محلية أخباراً عن تسريب بيانات تتعلق بأجور نحو مليوني موظف في حوالي 500 ألف شركة، حيث تم نشر تلك البيانات على حساب على منصة “تلغرام” يُزعم انتسابه إلى الجزائر، تحت اسم “جبروت دي زد”، وهو اسم يُشخص الرمز التعريفي للجزائر على الإنترنت. ولم تتمكن وكالة الصحافة الفرنسية من التحقق من هوية هذا الحساب.

تشويش على النجاحات الدبلوماسية

واعتبر بايتاس هذا الحدث “فعلاً إجرامياً”، مشيراً إلى أنه “بلا شك، محاولة للتشويش على النجاحات والإنجازات المتتالية التي حققتها بلادنا بشأن القضية الوطنية”، في إشارة إلى النزاع حول الصحراء الغربية الذي يشتد بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر.

وأشار الوزير إلى أن “توقيت الهجمات يتزامن مع تجديد الولايات المتحدة الأميركية اعترافها بسيادة المغرب على صحرائه”، دون أن يشير بشكل صريح إلى أي طرف في الصراع.

تفاعلات متبادلة

كان حساب “جبروت دي زد” قد أعلن تحمله مسؤولية هذا الهجوم، مبرراً ذلك بأنه “رد على هجمات قراصنة مغاربة”، متهمًا إياهم بسرقة حساب “وكالة الأنباء الجزائرية” على منصة “إكس”.

وفي السياق ذاته، أفادت قناة “النهار” الجزائرية بأن “هاكرز جزائريين قد تمكنوا من قرصنة قاعدة بيانات وزارة العمل المغربية، وقاموا بنشر ملايين المعطيات من أسماء وأجور المغاربة”، إلا أنه لم يتم تأكيد هوية القراصنة من قبل أي مصدر رسمي جزائري.

تاريخ من التوتر

تُعاني العلاقات المغربية الجزائرية من توتر تاريخي مستمر يعود لعدة عقود بسبب النزاع حول الصحراء، وقد تفاقم هذا التوتر خلال السنوات الأخيرة، بعد أن قطعت الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط منذ عام 2021.

وفي رد فعل على تأكيد الولايات المتحدة لموقفها الداعم لسيادة المغرب على الصحراء، أعربت الجزائر أمس الأربعاء عن أسفها لهذا التأكيد، وذلك بعد تصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عقب لقائه بنظيره المغربي ناصر بوريطة في واشنطن.

اقرأ أيضا

اخترنا لك