في ظل الصراع المستمر الذي تسميه روسيا رسميًا “العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا، ظهر مؤخرًا سلاح جديد هو RPL-20، وهو مدفع رشاش خفيف تم تصميمه ليستخدم عيارات 5.45 ملم، ويستخدم حاليًا في ساحة المعركة، كما أفاد سيرجي أورذومسيف، المصمم الرئيس في شركة كلاشنيكوف، وهي الشركة الرائدة في تصنيع الأسلحة في روسيا.
تأكيد الاستخدام
أكد أورذومسيف، خلال حديثه مع وكالة الأنباء الحكومية TASS، نشر ووجود السلاح قائلاً: “يمكنني أن أقول إن هناك مدافع رشاشة في المنطقة التي تُجري فيها العملية العسكرية الخاصة.” وهو تصريح يحمل دلالة كبيرة على المساعي الروسية لتعزيز قدراتها القتالية في ظل استمرار النزاع.
تمت عملية تطوير RPL-20 بسرعة وبعناية. وقد انتهت المرحلة التطويرية في سبتمبر 2024، بحلول نهاية سبتمبر، أعلنت شركة كلاشنيكوف أن السلاح الذي يعتمد على نظام التغذية بالحزام بلغ مرحلته النهائية.
خصائص مميزة
يمتاز RPL-20 بقدرته على التكيف، حيث يجهز بميزات حديثة تسمح له بدمج مجموعة واسعة من الملحقات، ما يجعله فعالًا تحت ظروف القتال غير المتوقعة. ويُبرز ظهوره في أوكرانيا تصميم روسيا على تحديث أسلحتها، على الرغم من مرور النزاع في عامه الثالث.
يُمثل RPL-20 تطورًا مدروسًا أكثر من كونه مجرد قطعة معدات عسكرية. وتم عرض السلاح للعالم رسميًا خلال المعرض الدولي الخامس لصناعة الدفاع ADEX 2024 الذي أقيم في باكو من 24 إلى 26 سبتمبر.
استجابة السوق الدفاعي
خلال هذا الحدث، جذب سلاح RPL-20 انتباه الحرس الوطني الروسي، المعروف بمتابعته لآخر الإصدارات من كلاشنيكوف. حيث أبدى التصميم والمرونة في استخدامه اهتمامًا، مما يوحي بإمكانية تبني السلاح في سياقات أخرى خارج ساحة المعركة المباشرة.
بالنسبة لروسيا، التي يتسم تاريخيًا بإنتاج أسلحة متينة وموثوقة، يمثل RPL-20 توازنًا بين التراث والابتكار. ويزن السلاح بين 5.2 و5.5 كيلوغرام، مما يجعله خفيفًا كفاية للحفاظ على حركة الجنود، ولكنه قوي بما يكفي لتقديم قوة نارية مستدامة.
نظام تغذية مبتكر
يستخدم RPL-20 عيار 5.45×39 ملم، وهو نفس العيار المستخدم في بندقية AK-12، مما يضمن توافر الإمدادات اللوجستية مع المخزونات الروسية الحالية. وبخلاف الأسلحة السابقة التي تعتمد على المجلات، يعمل RPL-20 بنظام التغذية بالحزام، مستفيدًا من أحزمة فولاذية غير قابلة للتفكك تُخزن في صناديق شبه صلبة تحتوي على 100 أو 200 طلقة.
تتيح هذه التصميمات زيادة سعة النيران المكثفة، وهو ميزة حيوية في المعارك الحضرية التي تميز العديد من الاشتباكات في أوكرانيا.
أداء تكتيكي متنوع
يتميز RPL-20 بقدرته على التكيف مع سيناريوهات القتال المختلفة. يأتي في نسختين: نسخة ذات ماسورة طويلة بطول 590 ملم للتعامل مع الأهداف حتى كيلومتر بعيدًا، ونسخة أقصر بطول 415 ملم مناسبة للاشتباكات القريبة، مشابهة لمدى فعالية بندقية AK-74.
تحتوي النسخة طويلة الماسورة على وزن يقارب 5.5 كيلوغرام فارغة، بينما تتمتع النسخة الأقصر بخفة وزن تساعد على المناورة. وكلاهما يعتمد على نظام تشغيل موثوق يعتمد على الغاز، مع مكبس ذو حركة طولية فوق الماسورة، وهو سمة من سمات فلسفة تصميم كلاشنيكوف.
تصميم يجمع بين الراحة والكفاءة
تعكس هندسة السلاح توازنًا مدروسًا بين الشكل والوظيفة. حيث يوفر مقبض مُطوي وذراع دعم قابلة للتعديل راحة ودقة للمستخدمين في أوضاع متعددة. كما يحتوي السلاح على سكة Picatinny طويلة على الجزء العلوي، جاهزة لاستيعاب المناظير، أو الرؤية الليلية، أو محددات الليزر.
يمكن أيضًا تبديل الماسورة، مما يلبي متطلبات الاشتباكات المطولة. علاوة على ذلك، تم تصميم كاتم للصوت يتيح استخدامه لفترات طويلة دون تدهور، مما يزيد من فعاليته في ساحة المعركة.
تقييم في سياق الأسلحة الحالية
لفهم مكانة RPL-20 في ترسانة روسيا، من المهم النظر في المدافع الرشاشة التي يُحتمل أن تكملها أو تستبدلها. المدفع الرشاش RPK-74، الذي تم تقديمه في السبعينات، كان لوقت طويل عنصرًا أساسيًا في الفرق السوفيتية والروسية.
تم تصنيعه بنفس عيار 5.45×39 ملم، ويعتمد على مجلات تحتوي على 45 طلقة أو في بعض الحالات على براميل تحتوي على 75 طلقة، مما يتيح حمل وزن أقل مقارنة بالأنظمة التي تعتمد على الحزام، ولكن مع وجود تبادل في قدرة النيران المستدامة.
نموذج الأجيال القادمة
في طرف الوزن الثقيل، يوجد المدفع PKM، وهو مدفع رشاش عام تم إصداره منذ الستينات، ويزن 7.5 كيلوغرام دون عدم احتساب الأحزمة. لقد تم تصميمه لإطلاق نيران دعم على مستوى الفوج، وليس لتحقيق حركة سرعة.
على الجانب المضيء، وعلى الرغم من العقوبات الغربية التي أثرت على قدرة موسكو على الابتكار، أثبت مصنعو الأسلحة الروس، بقيادة كلاشنيكوف، أنهم قادرون على التكيف وتقديم المجددات حتى في أوقات الأزمات.
تظهر أسلحة مثل RPL-20 التي تم اعتمادها تدريجياً كجزء من هذه الاستجابة، بينما تسعى روسيا إلى الاستفادة من أسواق جديدة خارج حدودها، مما يؤكد قدرة قطاع الدفاع الروسي على المقاومة والنمو تحت ضغوط العقوبات.