أعربت قوات حفظ السلام الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) عن تأكيدها على حقها في التنقل بحرية وأداء الدوريات بغض النظر عن وجود الجيش اللبناني من عدمه، وذلك على خلفية اعتراض مواطنين لدورية تابعة لها في بلدة صريفا، حيث تسلق أحد الأشخاص على آليتها مرفوعاً علم “حزب الله”. يأتي ذلك في ظل تواصل الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، وبدت القرى الواقعة جنوب نهر الليطاني شبه خالية من السكان خلال احتفالات عيد الأضحى، حسبما رصدته “الشرق الأوسط”.
تدهور الأوضاع الأمنية
شهدت القرى الجنوبية الواقعة في قضاء مرجعيون، ومع حلول اليوم الثاني من عيد الأضحى، تراجعاً ملحوظاً في عدد السكان. شوارع تلك القرى خلت بشكل كبير من الزوار، وظهرت حركة الحياة مخفضة جداً، مع بقاء بعض القاطنين في المنطقة.
تسبب الدمار الذي لحق بالعديد من القرى الحدودية في عزوف السكان عن العودة إلى قراهم. إضافة إلى ذلك، ساهم القصف الإسرائيلي المتكرر وطائرات الاستطلاع المعلقة في السماء في تثبيط عزيمة بعض المواطنين الذين حاولوا تفقد منازلهم المتضررة. وذكر السكان الذين قاموا بزيارات قصيرة خلال العيد أن التهديدات الإسرائيلية تجعل العودة للإقامة في المنطقة أمراً صعباً.
استمرار الانتهاكات الإسرائيلية
تتوالى الانتهاكات الإسرائيلية للهدنة التي تم الإعلان عنها منذ نوفمبر الماضي. ووفقاً لتقارير محلية، قامت القوات الإسرائيلية بخطف أحد الرعاة اللبنانيين من خراج بلدة شبعا، فيما أصيب شخص بجروح جراء إلقاء مسيرة إسرائيلية لقنبلتين صوتيتين في بلدة حولا. كما أفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” بتعرض أطراف بلدتَي رميش وعيتا الشعب لعمليات تمشيط باستخدام الرشاشات الثقيلة.
احتجاجات على دوريات اليونيفيل
في الإطار نفسه، اعترض مجموعة من الشبان دورية تابعة لـ”اليونيفيل” في بلدة صريفا، احتجاجاً على غياب مرافقة الجيش اللبناني. حيث تدخلت لاحقاً دورية من الجيش من أجل معالجة الوضع وإعادة الأمور إلى طبيعتها.
وجاءت هذه الحادثة بعد دخول دورية مؤللة كبيرة تابعة لـ”اليونيفيل” إلى منطقة وادي السلوقي من دون وجود دورية للجيش اللبناني. وأكد الناطق الرسمي باسم “اليونيفيل”، أندريا تيننتي، أن القوات تمكنت من استئناف نشاطها بعد تدخل الجيش، مشدداً على أن القرار 1701 يمنح اليونيفيل الحق بالتحرك بشكل مستقل.
تكرار الحوادث مع اليونيفيل
تتكرر حوادث اعتراض قوات “اليونيفيل” بشكل دوري، إذ تُسجَّل عدة حوادث أسبوعياً تتعلق بعدم مرافقة الجيش اللبناني، وغالباً ما تنتهي بتدخل من قبله. تنفذ “اليونيفيل” أكثر من 400 دورية يومياً في المناطق التي تتواجد فيها، إلا أن عدد الدوريات المرافقة للجيش اللبناني يظل محدوداً.
ناقش رئيس البعثة وقائدها العام، الجنرال أرولدو لاثارو، مع رئيس البرلمان نبيه بري ووزير الداخلية أحمد الحجار الوضع في الجنوب وتنسيق “اليونيفيل” مع الجيش اللبناني. يطالب لبنان بتمديد ولاية “اليونيفيل” في أغسطس المقبل، مشيراً إلى أهمية وجودها كضمانة للاستقرار في المنطقة.
