الخميس 26 ديسمبر 2024
spot_img

العراق يرد بحزم على الاتهامات الإسرائيلية بإجراءات احترازية ودفاعية

ترأس رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة، محمد شياع السوداني، الثلاثاء، اجتماعًا طارئًا للمجلس الوزاري للأمن الوطني، حيث ركز الاجتماع على تأكيد رفض العراق الكامل للاتهامات الإسرائيلية التي وصفها بـ”الذرائع المخطط لها لتبرير العدوان”، ودراسة التحديات الأمنية الراهنة.

رفض العراق للاتهامات الإسرائيلية

أعرب المجلس الوزاري للأمن الوطني عن استنكاره القاطع للرسالة الإسرائيلية الموجهة إلى مجلس الأمن الدولي، والتي تضمنت اتهامات مباشرة للعراق بدعم هجمات تستهدف كيان الاحتلال الإسرائيلي، واعتبر المجلس هذه الادعاءات محاولة مفضوحة لتوسيع دائرة الصراع الإقليمي، محذرًا من عواقب أي تصعيد قد يهدد استقرار المنطقة.

وأكد المجلس أن قرار السلم والحرب هو حق سيادي حصري للعراق، مشيرًا إلى أن الحكومة العراقية تواصل اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة لضمان عدم استخدام أراضيها كمنصة لأي اعتداء، كما كشف الاجتماع عن نجاح الأجهزة الأمنية في ضبط أسلحة معدة للهجوم، وملاحقة المتورطين قانونيًا في أي أنشطة تهدد سلامة العراق، مع استمرار ملاحقة الجهات المتورطة في تهديد أمن البلاد.

الموقف العراقي من تصعيد الاحتلال

أكدت الحكومة العراقية أهمية دورها المحوري في الوقوف إلى جانب الدول العربية الشقيقة التي تتعرض للعدوان، انطلاقًا من الواجب الشرعي والأخلاقي. وشددت على التزامها بتقديم الدعم الإنساني والسياسي والقانوني، بالإضافة إلى العمل على التصدي للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة من خلال الجهود الدولية، في ظل استمرار الكيان المحتل في خرق قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة باحترام سيادة الدول ووقف الأنشطة العدائية.

ووصفت الحكومة العراقية الاتهامات والمزاعم الإسرائيلية الأخيرة بأنها تصعيد خطير يهدف إلى التلاعب بالرأي العام الدولي لتبرير مزيد من العدوان. وأكدت أن هذه المحاولات تمثل خطرًا متزايدًا على جهود الحفاظ على السلام الإقليمي، مما يهدد بتوسيع رقعة الصراع في المنطقة.

ودعت العراق المجتمع الدولي إلى الوقوف بحزم ضد هذه الانتهاكات، والعمل على تعزيز الاستقرار عبر احترام القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن.

تبرير لعدوان جديد

ووصف رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الرسالة الإسرائيلية بأنها ذريعة مرفوضة تسعى لتبرير عدوان مخطط له من قبل دولة الاحتلال ضد العراق لتحقيق أطماع توسعية، وأضاف خلال الجلسة أن العراق متمسك برفض الانجرار إلى أي حرب، مع تأكيد دعمه الكامل للشعبين الفلسطيني واللبناني.

إجراءات عراقية عاجلة لمواجهة التهديدات

وأقرّ المجلس الوزاري للأمن الوطني جملة من الإجراءات الاستراتيجية لتعزيز الأمن وحماية السيادة، تضمنت:

– متابعة دولية ودبلوماسية، من خلال تكليف وزارة الخارجية بمتابعة الملف في المحافل الدولية واتخاذ خطوات قانونية لحفظ حقوق العراق.

تعزيز الحدود الغربية، عبر تكثيف التواجد الأمني وإعداد خطط للطوارئ.

تحسين الدفاع الجوي، بتوفير حماية جوية متقدمة للمناطق الحيوية.

– تطوير الاستخبارات، من خلال رصد وتحليل أي نشاط معادٍ وإعداد تقارير دقيقة.

كما دعا العراق جامعة الدول العربية إلى اتخاذ موقف موحد ضد التهديدات الإسرائيلية، وحث مجلس الأمن الدولي على إصدار قرارات تحت الفصل السابع لوقف فوري للأعمال العدائية في المنطقة.

في السياق ذاته، طالب العراق بالتحرك الدبلوماسي السريع لتوضيح موقفه من الاتهامات الإسرائيلية، مؤكدًا رفضه القاطع لأي تدخل في شؤونه الداخلية، وأكد المجلس على ضرورة التعاون مع الشركاء الدوليين، بما في ذلك الولايات المتحدة، لردع أي تهديدات تمس سيادة العراق واستقراره.

الاتهامات الإسرائيلية

وكان وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي “جدعون ساعر” قد زعم في رسالة موجهة لمجلس الأمن الدولي أن “فصائل عراقية موالية لإيران” تنفذ هجمات على إسرائيل، واتهم ساعر فصائل من الحشد الشعبي، مثل “عصائب أهل الحق” و”كتائب حزب الله”، بتنفيذ هذه الهجمات بتوجيه من إيران.

وأشار ساعر إلى أن إسرائيل “تحتفظ بحق الرد” على هذه الهجمات، داعيًا العراق إلى الالتزام بتعهداته بمنع أي أنشطة تستهدف أمن إسرائيل.

العراق يؤكد سيادته واستقلال قراره

وسط هذه التطورات، شدد العراق على أهمية احترام القانون الدولي وتجنب التصعيد، مع التركيز على الحوار كسبيل أساسي لحل النزاعات، وأكد التزامه بالعمل ضمن الأطر القانونية الدولية لضمان استقرار المنطقة ودعم جهود السلام.

بهذا الموقف الصارم، يعيد العراق التأكيد على سيادته واستقلال قراراته الوطنية، موجهًا رسالة واضحة مفادها أن أمنه واستقراره لا يمكن التهاون فيهما، وأنه مستعد لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمواجهة أي تهديدات خارجية.

علم دولة العراق
علم العراق

اقرأ أيضا

اخترنا لك