انطلقت مناورات عسكرية مشتركة بين الصين وروسيا في بحر اليابان، الأحد، تستمر لثلاثة أيام، في خطوة تعكس تعزيز التعاون والشراكة الاستراتيجية بين البلدين في ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة.
مناورات بحرية مشتركة
تأتي هذه التدريبات بعد يومين من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن وضع غواصتين نوويتين في “المناطق المناسبة”، كرد فعل على تصريحات اعتبرت “استفزازية” من قبل الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف.
تجري فعاليات “البحر المشترك 2025” بالقرب من ميناء فلاديفوستوك الروسي، حيث يشارك الجيشان في عمليات إنقاذ الغواصات ومعركة مشتركة ضد غواصات معادية، بالإضافة إلى تدريبات على الدفاع الجوي المضاد للصواريخ ومعارك بحرية.
توسيع نطاق المناورات
تشارك في التدريبات أربع سفن صينية، بما في ذلك مدمرتا الصواريخ الموجهة شاوشينغ وأورومتشي، إلى جانب السفن الروسية، ما يعكس التزام البلدين بتعزيز قدراتهما العسكرية المشتركة.
بعد انتهاء التدريبات، يعتزم البلدان تنفيذ دوريات بحرية مشتركة في مياه المحيط الهادئ، ما يؤكد على التزامهما بتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي.
شراكة استراتيجية متنامية
تهدف مناورات “البحر المشترك 2025” إلى تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا، وهي تسبق زيارة مرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الصين في وقت لاحق من شهر آب/أغسطس.
من المقرر أن يحضر بوتين قمة منظمة شنغهاي للتعاون، بالإضافة إلى فعاليات الاحتفال بذكرى مرور 80 عامًا على انتهاء الحرب العالمية الثانية، والتي تشمل عرضًا عسكريًا، كما سيجري محادثات مع نظيره الصيني شي جينبينغ.
موقف محايد من الأزمة الأوكرانية
شهدت العلاقات بين موسكو وبكين تقاربًا ملحوظًا منذ بداية الأزمة الروسية الأوكرانية في مطلع عام 2022، حيث تبنت الصين موقفًا محايدًا رسميًا، ولم تدين التدخل الروسي أو تدعو إلى الانسحاب من الأراضي الأوكرانية.
على الرغم من ذلك، تتهم بعض الدول الغربية الصين بتقديم دعم غير مباشر لموسكو، وهو ما تنفيه بكين بشدة، مؤكدة على أنها طرف محايد وتسعى إلى إيجاد حل سلمي للأزمة.
تعزيز الدعم المتبادل
في شهر نيسان/أبريل، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الصين بتزويد روسيا بالأسلحة، وهي الاتهامات التي نفتها بكين، مؤكدة على التزامها بالحياد والدعوة إلى إنهاء القتال.
في تموز/يوليو، أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على ضرورة تعزيز الدعم المتبادل بين البلدين، وذلك خلال اجتماع عقداه في بكين، ما يعكس التزام البلدين بتعزيز علاقاتهما الاستراتيجية.