الأحد 16 فبراير 2025
spot_img

الصين تكشف عن طائرات مسيرة جديدة أسرع من الصوت

أظهرت الاختبارات التي أُجريت في ديسمبر الماضي لطائرات مسيرة صينية أسرع من الصوت، تطورًا كبيرًا في قدرات بكين في مجال المراقبة الجوية. يُعتقد أن هذه الطائرات تمثل خطوة إضافية في برنامج MD-22، الذي تم الكشف عنه في عام 2022.

تحمل الطائرات الجديدة مسميات MD-19 وMD-21 وMD-2، وتعتمد في تصميمها على منصات متعددة، مشابهة لتلك المستخدمة في MD-22، مع هياكل بأجنحة دلتا وذيول عمودية مائلة، مما يعكس تلبية احتياجات مهام الاستطلاع في مناطق معادية.

يتم إطلاق هذه الطائرات من طائرات أخرى، بما في ذلك الطائرات القاذفة H-6M، وتتميز بقدرتها على إجراء مهام مراقبة في المناطق المحصنة، حيث تجعلها سرعتها العالية وقدرتها على العمل على ارتفاعات مرتفعة في مأمن من أنظمة الدفاع الجوية الحديثة.

يمكن تشبيه هذا التطور بتصميم الطائرات الأمريكية SR-71 والسوفيتية MiG-25R/RB خلال فترة الحرب الباردة، والتي استطاعت تحقيق سرعات تجاوزت 3 ماخ مع الحفاظ على مستوى عالٍ من الحماية.

تعتبر “ماخ” وحدة قياس للسرعة تعادل 1062.17 كيلومتر، وتُظهر أهمية السير بسرعات تفوق سرعة الصوت في الاستراتيجية العسكرية.

تكشف وثائق وزارة الدفاع الأمريكية التي أُفرج عنها في أبريل 2023، عن أن الصين بدأت تشغيل أول طائرة مراقبة عسكرية دون طيار فرط صوتية في العالم.

قدرات استراتيجية متطورة

تتخذ هذه الطائرة موقعًا استراتيجيًا في مقاطعة آنهوي، تحسبًا للطوارئ المحتملة في مناطق حساسة مثل مضيق تايوان وشبه الجزيرة الكورية. كما يتوقع أن تسهم هذه التجارب في توجيه استثمارات المستقبل في تطوير منصات أكثر تقدمًا.

تُبرز المواصفات الفنية للطائرة MD-19 أهميتها كخطوة متقدمة في مجال الطائرات الأسرع من الصوت، حيث يبلغ طولها بين 8 و11 مترًا، وتستطيع الوصول إلى سرعات تفوق 5 ماخ، مع القدرة على العمل على ارتفاعات قريبة من الفضاء.

تم تصميم MD-19 لأداء مهام مستقلة، حيث يمكن إطلاقها من طائرات مسيرة مثل TB-001 “Wind-Tailed Scorpion” أو من بالونات عالية الارتفاع، مما يتيح لها تنفيذ مناورات معقدة وعمليات متنوعة مثل الاستطلاع أو الضربات الانتحارية.

تعزيز المراقبة

بينما تتبع أقمار المراقبة مسارات يمكن توقعها، ما يجعلها عرضة للخطر في حالات النزاع، تتيح الطائرات الأسرع من الصوت مرونة استراتيجية كبيرة، مما يمكنها من اتخاذ مسارات طيران غير متوقعة.

تُعتبر الطائرات الأسرع من الصوت بديلًا قويًا للأقمار الصناعية، بفضل قدرتها على اختراق الدفاعات المعادية وزيادة القدرة على المراقبة في ظل تصاعد التوترات العسكرية.

تظهر التطورات الأخيرة في برنامج ترويجي صيني نجاح اختبار MD-19، حيث أُطلقت من طائرة دون طيار قبل أن تنتقل إلى الطيران المستقل، ما يعكس تقدم بكين في تقنيات الإطلاق والهبوط في الفضاء القريب.

تنوع القدرات العسكرية

تُعد MD-19 نسخة أصغر من MD-22 Mingdi، التي عُرضت في معرض تشوهاى الجوي عام 2022، مصممة لاختبار المفاهيم الديناميكية الهوائية الخاصة بالطائرات الأسرع من الصوت.

بينما تتمتع الطائرات الأسرع من الصوت مثل MD-22 بقدرات فريدة، إلا أنها لا تلغي دور القاذفات التقليدية، بل تُكمل أنظمة التسليم الاستراتيجية، مما يُعزز قوة الردع لأي دولة.

كما تجمع المركبات الأسرع من الصوت في الصين بين استراتيجيات جديدة وتقنيات مثبتة، لتقوية موقفها العسكري. وتُمثل الطائرات دون طيار MD-19 وMD-22 مثالًا واضحًا على التطور السريع الذي شهدته الصين في مجالات الفضاء والطيران.

على الرغم من أن هذه الطائرات لا تزال في مرحلة التجريب، إلا أن إمكاناتها الاستراتيجية واضحة، مما يعكس التوجه المتزايد للصين نحو تعزيز قدراتها العسكرية في مواجهة التحديات الجيوسياسية المتنامية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك