السبت 17 مايو 2025
spot_img

الصين تعلن عن إنجاز عالمي في تكنولوجيا الطائرات المسيرة الهايبرسونيك

في سابقة تكنولوجية هي الأولى من نوعها عالميًا، هبطت الطائرة المسيرة الصينية “إم دي-19” ذات السرعة الهايبرسونيكية بنجاح على مدرج تقليدي ديسمبر 2024، بعد رحلة جوية تفوق سرعتها 5 أضعاف سرعة الصوت، وفقًا لمصادر رسمية صينية. هذا الإنجاز يضع الصين في الصدارة العالمية في سباق التكنولوجيا العسكرية والفضائية.

التقنية الثورية للطائرة

تمتلك الطائرة التي يتراوح طولها بين 2.4 إلى 3.3 أمتار قدرة فريدة على المناورة بسرعات تفوق “ماخ 5” (حوالي 6135 كم/ساعة)، مع إمكانية تخفيض سرعتها إلى ما دون الصوتية والهبوط أفقياً. يعتمد تصميمها الهوائي على هيكل إسفيني وأجنحة دلتا لتحقيق استقرار حركي فائق، وفقًا لتقارير أكاديمية العلوم الصينية.

أجريت اختبارات الإطلاق باستخدام منصات متنوعة، تشمل طائرة “تينجدن تي بي-001” المسيرة ومنطاد عالي الارتفاع. تم توثيق العمليات عبر لقطات عالية الدقة تُظهر انتقال الطائرة بسلاسة بين السرعات المختلفة، مما يؤكد تقدم الصين في هندسة المواد القادرة على تحمل الإجهادات الحرارية الهائلة.

التصميم الهندسي المتطور

تعتمد “إم دي-19” على محرك صاروخي بدلاً من محركات سكرامجيت التقليدية، مما يلغي الحاجة إلى مداخل هواء معقدة. يأتي هذا التصميم الأصغر حجمًا مقارنة بسابقتها “إم دي-22” (التي كُشفت في معرض زوهاي 2022) لتعزيز خفة الحركة وتقليل التكاليف التشغيلية.

تشير التحليلات العسكرية إلى إمكانية حمل الطائرة لحمولات استخباراتية أو تجريبية، مع تركيز خاص على نظام تحكم ذكي يدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي المحاكي للعمليات البيولوجية، كما أوضح الباحث “قاو في” من فريق تطوير المشروع.

آثار استراتيجية على الساحة العالمية

تمثل السرعة الهايبرسونيكية والارتفاع الشبه مداري للطائرة تحديًا لأنظمة الدفاع الجوي الحالية، خاصة في المناطق المتنازع عليها مثل مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي. تتيح هذه التقنية للصين مراقبة التحركات العسكرية بدقة عالية، وفقًا لتقرير مركز الدراسات الاستراتيجية 2023.

تعزز القدرة على الإطلاق من منصات متنوعة -بما في ذلك المطارات العسكرية المؤقتة- من المرونة التشغيلية للطائرة، بينما يشكل تصميمها القابل لإعادة الاستخدام نقلة نوعية في خفض تكاليف المهمات المتكررة مقارنة بالصواريخ التقليدية ذات الاستخدام الواحد.

السباق التكنولوجي العالمي

تفوق التقدم الصيني في هذا المجال على جهود دول كبرى مثل الولايات المتحدة التي تواجه تحديات في برامجها الهايبرسونيكية، حيث تجاوزت تكلفة تطوير صاروخ “إيه جي إم-183A” الأمريكي 1.2 مليار دولار. بينما تعتمد الصين على نموذج تكاملي بين القطاعات الأكاديمية والعسكرية لتسريع الابتكار بتكلفة أقل.

يشكل هذا الإنجاز تحولًا في موازين القوى التكنولوجية، خاصة مع توقعات بتحويل التصميم إلى منصة قتالية متعددة المهام قد تنافس طائرات مقاتلة متقدمة مثل “إف-35” الأمريكية، وفقًا لتحليلات خبراء الفضاء الدوليين.

اقرأ أيضا

اخترنا لك