أفادت تقارير حديثة أن الفرقة الجوية التاسعة عشرة في القيادة المركزية الصينية حصلت على طائرات المقاتلة الشبحية “J-20″، مما يشير إلى استبدالها بالطائرات القديمة من طراز “J-11”.
تأكيدات غير رسمية
على الرغم من عدم تأكيد الجيش الصيني رسميا لهذا التحديث، إلا أن مصادر متعددة بما في ذلك صور الأقمار الصناعية وتقارير من مراقبي الجيش، تشير إلى أن العملية تسير على قدم وساق.
تُعتبر طائرات “J-11” التي كانت تشكل العمود الفقري لدى القوة الجوية الصينية لسنوات، الآن في مرحلة الاستبدال لصالح الطائرات الأحدث “J-20”. توضح هذه الخطوة جهود الصين المستمرة لتحديث قدرات قوتها الجوية باستخدام تكنولوجيا متطورة، مع التركيز بشكل أكبر على تقنيات التخفي، والهجمات الدقيقة بعيدة المدى، وأداء قتالي متفوق.
Not necessarily a proof, but at least a hint:
This image taken at a certain brigade within the CTC with several J-11B fighters under their sheds show a J-20 in the background left. 🤔 pic.twitter.com/UpuuzXAcEn
— @Rupprecht_A (@RupprechtDeino) February 9, 2025
قدرات طائرة J-20
تُعتبر القدرات المعززة لكشف الرادار والأنظمة المتطورة في طائرة “J-20” عنصراً أساسياً في استراتيجية جيش التحرير الشعبي لتحقيق التفوق الجوي في المنطقة.
بينما كانت طائرات “J-11” تمثل قيمة كبيرة في وقتها، إلا أنها أصبحت تُعتبر قديمة بالمقارنة مع قدرات “J-20”. يشير الانتقال نحو تجهيز الفرقة الجوية التاسعة عشرة بطائرات حديثة إلى التزام الصين بتحديث قواتها وضمان قدرتها التنافسية على الساحة العالمية، خاصةً مع تصاعد التوترات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت جميع وحدات الفرقة الجوية التاسعة عشرة قد أكملت الانتقال إلى طائرات “J-20″، لكن المشاهدات المؤكدة لهذه المقاتلات المتقدمة في القاعدة وفي الميدان تشير بقوة إلى أن عملية الاستبدال إما مكتملة أو قرب نهايتها.
التركيز على التحديث العسكري
يأتي وصول “J-20” إلى الفرقة الجوية التاسعة عشرة في إطار اتجاه أوسع داخل الجيش الصيني، حيث يستمر جيش التحرير الشعبي في إدخال المزيد من هذه الطائرات الشبح في صفوفه، مما قد يُشير إلى تحول كبير في توازن القوى في الأجواء.
تُعتبر الخطوة نحو استبدال “J-11” أيضاً مؤشراً على ثقة الجيش الصيني المتزايدة في قدراته، حيث تُعتبر “J-20” نتيجة لسنوات من البحث والتطوير.
بينما تظل “J-20” واحدة من أكثر الطائرات المقاتلة تقدماً في العالم، يعد التكامل التشغيلي الكامل في وحدات مثل الفرقة الجوية التاسعة عشرة محورياً في جهود الصين الأكبر لتحديث عسكريتها. سيلعب نموذج “J-20” دورًا رئيسيًا في صياغة مستقبل هيمنة الصين الجوية.
أهمية الفرقة الجوية التاسعة عشرة
تعتبر الفرقة الجوية التاسعة عشرة من وحدات جيش التحرير الشعبي الجوية الاستراتيجية، حيث تُعد جزءاً مهماً من جهود الصين لتحديث الطيران العسكري، وكانت لها دور حيوي في تأمين الأجواء وحماية المناطق الحيوية داخل الصين.
تتميز الفرقة بمستوى عالٍ من الجاهزية التشغيلية والاحترافية. وتقع في واحدة من المناطق الأكثر أهمية في الصين، وتشارك بنشاط في تمارين تدريبية ومهام لضمان الأمن الوطني. تشمل تحديثات الفرقة استبدال الطائرات القديمة بنماذج أكثر تقدمًا تلبي المتطلبات الحالية للأمن الجوي والاستراتيجي في البلاد.
التكنولوجيا المتاحة لهذه الفرقة تمكنها من تنفيذ مجموعة واسعة من المهام، بدءًا من السيطرة على الأجواء وضمان التفوق الجوي إلى المهام الأكثر تعقيدًا المتعلقة بالاستجابة السريعة في الحالات الطارئة. بالإضافة إلى ذلك، تلعب الفرقة الجوية التاسعة عشرة دوراً مهماً في التكامل العملياتي للقوات الجوية الصينية، حيث تشارك بنشاط في تمارين مشتركة وعروض للقوة العسكرية.
تكنولوجيا J-20 المتقدمة
تُعتبر طائرة “Chengdu J-20″، المعروفة أيضًا بـ”التنين الجبار”، قفزة مهمة في تكنولوجيا الطيران العسكرية الصينية، مما يُشير إلى دخولها نادي الدول القليلة التي تمتلك طائرات مقاتلة من الجيل الخامس. وقد تم تصميم “J-20” بميزات متقدمة لتقليل بصمة الرادار، مع هيكل هوائي يتضمن جناحاً مدمجاً وجسم طائرة وقوائم مسننة ومواد تمتص الرادار.
على الرغم من هذه الميزات، أشار بعض المراقبين إلى أن بعض اختيارات التصميم، مثل القوائم، قد تؤثر سلباً على التخفي من بعض الزوايا الرادارية. ومع ذلك، حقق الصينيون تقدماً كبيراً في تكنولوجيا التخفي، حيث يُقال إن بصمة “J-20” الرادارية تعد تنافسية مع بعض نظرائها الغربية.
محركات وأجهزة J-20
نسبة قوة المحرك لطائرة “J-20” كانت تعتمد في البداية على محركات روسية من نوع “AL-31F”، لكن هناك دفع نحو استخدام محركات محلية. تم تجهيز النماذج الإنتاجية الأحدث بمحرك “WS-10C”، الذي يُعتبر حلاً مؤقتًا ويظهر أداءً يماثل “AL-31F”.
ومع ذلك، الهدف النهائي هو محرك “WS-15″، الذي يُعد بقوة تعزيز قدرات “J-20” على الطيران بسرعات تفوق سرعة الصوت دون الحاجة إلى محارق، مما يجعلها تنافس طائرة “F-22 رابتور”. وقد تم تمديد تطوير “WS-15″، لكن التقارير الأخيرة تشير إلى اقترابه من الاستعداد للتكامل مع أسطول “J-20”.
تركزت الصين بشدة على تجهيز “J-20” بمجموعة متقدمة من أجهزة الطيران، حيث تحتوي على رادار متسلسل نشط وفحص مصفوفة [AESA]، وهي ضرورية للمعارك الجوية والهجمات الأرضية. تم تجهيز المقاتلة بأنظمة مثل نظام الفتحة الموزعة [DAS] ونظام التوجيه البصري الإلكتروني [EOTS]، التي تُعد بالغة الأهمية للوعي المطلوب والدقة في الاستهداف.
التسليح والمهام المتعددة
من حيث التسليح، تفتقر “J-20” إلى مدفع داخلي، وهو ما كان نقطة جدل بين المحللين العسكريين، حيث اعتبر بأن الصواريخ قد استبدلت بشكل كبير بالأسلحة النارية في الأجواء القتالية الحديثة، إلا أن غياب المدفع يمكن أن يُشكل نقطة ضعف في السيناريوهات القتالية القريبة.
ومع ذلك، تُعوض “J-20” ذلك مع مجموعة رائعة من الصواريخ. يمكنها حمل صواريخ “PL-15” خارج نطاق الرؤية وصواريخ “PL-10” قصيرة المدى بصورة داخلية، مما يحافظ على تكوينها التخفي، مع إمكانية تثبيت أسلحة إضافية خارجيًا لزيادة الوزن القتالي ولكن على حساب التخفي.
أبعاد مستقبلية وتحديثات
لا تعتبر “J-20” مجرد مقاتلة للتفوق الجوي، بل تم تصميمها لتنفيذ مهام متعددة، سواء كانت في الجو أو على الأرض. يتم تحقيق هذه التعددية من خلال خزانات الأسلحة الداخلية، التي يمكن أن تحتوي على ذخائر متنوعة، بما في ذلك الصواريخ الموجهة نحو السطح والقنابل الموجهة بالليزر وغيرها. تجعل هذه القدرات “J-20” أداة استراتيجية بارزة في السيناريوهات التي قد تحتاج فيها الصين لتقديم قوتها أو الدفاع عن ادعاءاتها الإقليمية.
لم تخلُ تطوير “J-20” من الجدل، بما في ذلك اتهامات بسرقة الملكية الفكرية من التصاميم الغربية. ومع ذلك، تُظهر “J-20” أيضًا ابتكارات صينية أصلية في تكنولوجيا التخفي والاستشعار. لا يزال النقاش قائمًا حول ما إذا كانت “J-20” نسخة مشتقة أو تصميمًا جديدًا تمامًا، لكن القدرات التشغيلية لها تشير إلى أنه يمكن اعتبارها طائرة هائلة.
بالنظر إلى المستقبل، فإن إصدارات مختلفة من “J-20” قيد التطوير، بما في ذلك نسخة ذات مقعدين قد تعزز أدوارها في التدريب أو الحرب الإلكترونية أو العمليات التكتيكية المتقدمة. كان قد تم رصد هذه النسخة المحتملة تحت اسم “J-20S” في مراحل اختبارية، مما يُشير إلى نية الصين لتوسيع نطاق العمليات لعائلة “J-20”.
تمثل “J-20” طموح الصين في المنافسة مع القوات الجوية للدول المتقدمة تكنولوجياً. لقد غير نشرها من الحسابات الاستراتيجية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مما يجبر الجيران والقوى العالمية على إعادة تقييم استراتيجياتها العسكرية. سواء من حيث التخفي أو السرعة أو التسلح، تُعد “J-20” مؤشرًا واضحًا على تصميم الصين على تحديث وتعزيز قدراتها العسكرية على الساحة العالمية.