في تحذير عاجل للمجتمع الدولي، دعت الصين إلى “احترام سيادة وسلامة أراضي دول الشرق الأوسط”، حيث أكدت ضرورة التزام الأطراف المعنية في المنطقة بدور بنّاء لتحقيق السلام والاستقرار.
دعوة لوقف إطلاق النار
خلال مباحثاته مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في بكين، أشار وزير الخارجية الصيني وانج يي إلى أن الشرق الأوسط هو “ملك لشعوبه”، محذراً من تحويله إلى ساحة للصراع بين القوى الكبرى. وأكد ضرورة وقف إطلاق النار الفوري لتخفيف الأزمات الإنسانية وضرورة استئناف الحلول السياسية.
كما دعا وانج إلى تصوير المنطقة بعيداً عن الفوضى، طالباً من المجتمع الدولي احترام اهتمامات ومخاوف شعوب الشرق الأوسط التاريخية والثقافية، ومشدداً على أهمية الاستقلال والكرامة للدول في المنطقة.
مخاوف من التدخل الخارجي
وحذّر كبير الدبلوماسيين الصينيين من أي محاولات لفرض الإرادات الخارجية أو التدخل في شؤون المنطقة، مشدداً على الحاجة إلى الاحتكام للحوار والتشاور. وأعرب عن دعم بلاده الثابت لدول الشرق الأوسط في سعيها لتحقيق التنمية وحل النزاعات بصورة سلمية.
وأوضح وانج يي أن هذه المقاربة تستند إلى ضرورة مقاومة التدخلات الأجنبية وحماية السيادة الوطنية للدول، مؤكداً أن السياسة الخارجية للصين تدعو دائماً للحوار كوسيلة لحل النزاعات.
الملف النووي الإيراني
وفيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، أضاف وانج أن الصين تدعو إلى تسوية القضية عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية، مؤكداً التزام بكين بالحفاظ على خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي المبرم في عام 2015). ولاقت تصريحات وانج تأييداً من وزير الخارجية الإيراني الذي أشاد بدور الصين في هذا الملف.
وحذر ونغ من التبعات السلبية للعقوبات والضغوط، معلناً دعم بلاده لإيران في حماية حقوقها ومصالحها. وقد عبر عراقجي بدوره عن امتنان إيران للمساهمات الصينية في الحفاظ على الاتفاق النووي.
علاقات تاريخية قوية
خلال اللقاء، أكد عراقجي على عمق العلاقات بين إيران والصين، مشيراً إلى أن التعاون المشترك يعد ضرورياً لمواجهة التحديات العالمية والإقليمية. وقد عُقدت هذه اللقاءات في إطار متابعة اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، مما يعكس التزامهما بتعزيز التعاون الثنائي.
وفي ختام زيارته، أعلن عراقجي أن الشراكة بين إيران والصين تستند إلى جذور تاريخية قوية، وتعمل على تشجيع كل منهما على تعزيز مصالحهما في مختلف المجالات.