الخميس 7 أغسطس 2025
spot_img

الصحة العالمية: غزة تواجه كارثة غير مسبوقة تتطلب تدخلاً عاجلاً

spot_img

غزة: كارثة صحية تهدد حياة الآلاف وتنذر بمجاعة وشيكة

أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيراً عاجلاً بشأن الوضع الصحي المتدهور في قطاع غزة، مؤكدة أن الكارثة بلغت مستويات غير مسبوقة، وتستدعي تدخلاً دولياً فورياً لإنقاذ حياة السكان المدنيين. ورصدت المنظمة 746 هجوماً استهدف القطاع الصحي في غزة، مشددة على أن نقص الوقود يهدد بالإغلاق التام للخدمات الصحية الحيوية، في ظل استمرار التهديدات الأمنية واستهداف المرافق والعاملين الصحيين.

تدهور كارثي للخدمات

أكدت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أن النظام الصحي في غزة على وشك الانهيار، بسبب استمرار الأعمال العدائية والحصار ونقص الإمدادات الأساسية لتشغيل المرافق الصحية.

من بين 36 مستشفى في قطاع غزة، لا يزال 18 مستشفى يعمل بشكل جزئي، وسط ظروف بالغة الخطورة، ونقص حاد في الوقود والمستلزمات الطبية، مما يهدد بالتوقف الكامل لوحدات العناية المركزة وأقسام الطوارئ ووحدات غسيل الكلى.

أوامر الإخلاء تعيق الوصول

تفاقمت صعوبة الوصول إلى الخدمات الصحية، مع إخضاع ما يقارب 90% من غزة لأوامر إخلاء أو تصنيفها مناطق عسكرية مغلقة، مما يعيق حركة المرضى والعاملين الصحيين والمساعدات الإنسانية.

تواجه المستشفيات والمراكز الصحية ضغوطاً هائلة، نتيجة الارتفاع الكبير في عدد الإصابات وتزايد حالات سوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء الحوامل، في ظل استنزاف الموارد الطبية وتعطّل سلاسل الإمداد.

أزمة التمويل تعمق المأساة

أعاقت القيود المفروضة على دخول الفرق الطبية الدولية جهود الاستجابة، مع رفض دخول 58 طبيباً واختصاصياً منذ شهر مارس، وتزيد أزمة التمويل الوضع تعقيداً، حيث لم يتم تمويل سوى 16% من خطة الاستجابة التنفيذية للمنظمة في فلسطين لعام 2025.

خطر المجاعة يهدد السكان

أكدت بلخي أن غزة تواجه خطراً وجودياً يتمثل في المجاعة، فمنذ أكتوبر 2023، فقد أكثر من 60 ألف شخص حياتهم، وأصيب أكثر من 145 ألفاً آخرين.

في شهر يوليو وحده، توفي 77 شخصاً بسبب سوء التغذية، من بينهم 27 طفلاً دون سن الخامسة، وتلقى أكثر من 20 ألف طفل العلاج من سوء التغذية الحاد منذ شهر أبريل.

نقص حاد في الإمدادات

تعمل المراكز الأربعة الوحيدة للتغذية العلاجية في غزة فوق طاقتها، وتعاني من نقص حاد في الإمدادات والوقود، وهناك خطر كبير بتوقف كامل لخدمات التغذية المنقذة للحياة، مع توقع نفاد المخزون بحلول منتصف أغسطس.

الأثر التراكمي لهذه العوامل يهدد استمرارية النظام الصحي على المدى الطويل، ويحرم السكان من حقهم في العيش بكرامة.

14 ألف مريض بحاجة للإجلاء

أشارت بلخي إلى أن الاحتياجات الصحية في غزة هائلة، فهناك أكثر من 14 ألف مريض بحاجة إلى إجلاء طبي عاجل لتلقي العلاج خارج القطاع، وسط نقص حاد في الأدوية الأساسية والمستلزمات الجراحية.

أزمة الوقود تهدد بإغلاق وحدات العناية المركزة وأجهزة غسيل الكلى ومولدات الأكسجين وغرف العمليات.

الأكثر ضعفاً هم الضحايا

الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات وكبار السن هم الأكثر تأثراً، حيث يعاني أكثر من 40% من النساء الحوامل والمرضعات من سوء تغذية حاد، ويتم إدخال آلاف الأطفال شهرياً إلى المستشفيات بسبب مضاعفات تهدد حياتهم مرتبطة بالجوع.

تلبية هذه الاحتياجات تتطلب تدفقاً مستمراً للإمدادات الطبية، وضمان وصول العاملين في المجال الإنساني من دون عوائق، واستعادة القدرة التشغيلية للمرافق الصحية، بتدخل دولي فوري وواسع النطاق.

تحديات أمنية ولوجستية

تواجه منظمة الصحة العالمية تحديات جسيمة في أداء مهامها في غزة، وعلى رأسها التحديات الأمنية، حيث تعرضت مقار إقامة موظفي المنظمة في دير البلح لثلاث هجمات في 21 يوليو، وجرى إجلاء الموظفين وأُسَرِهم تحت قصف مكثف.

بالإضافة إلى أن التهديدات الأمنية لا تطال منظمة الصحة العالمية وحدها، بل تشمل وكالات الأمم المتحدة الأخرى العاملة في غزة، وتواجه المنظمة صعوبات كبيرة في إدخال الإمدادات الطبية بسبب محدودية الموافقات على دخول الشحنات.

الاستمرار في العمل رغم المخاطر

رغم المخاطر الجسيمة والقيود الكبيرة، تظل المنظمة ملتزمة بالبقاء في غزة ومواصلة عملياتها، فمنذ الأول من أغسطس، نجحت المنظمة في إدخال 24 شاحنة مساعدات إلى غزة تحمل أدوية أساسية، ولوازم جراحية، ومستلزمات مخبرية، وأطقم اختبار مياه.

دعمت المنظمة إجلاء 47 مريضاً لأسباب طبية يرافقهم 129 مرافقاً إلى دول عدة، وتعمل على ضمان تدفق آمن ومستدام للإمدادات الطبية والوقود إلى غزة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك