أكّد الرئيس السوري أحمد الشرع في جلسة المؤتمر الوطني الذي عُقد الثلاثاء، أن سوريا يجب ألا تتحول إلى “حقل تجارب” لتحقيق أحلام سياسية غير مناسبة، مبرزًا أهمية وحدة البلاد وضرورة احتكار السلاح بيد الدولة.
مؤتمر الحوار الوطني
جاءت تصريحات الشرع خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحوار الوطني في قصر الشعب بدمشق، حيث دعا إلى عدم “استيراد” أنظمة لا تناسب واقع سوريا، مشيرًا إلى أن أي نظام حكم يجب أن يتوافق مع المرحلة التاريخية التي سبقت تأسيسه.
وانطلقت أعمال المؤتمر اليوم، وفقًا لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، في إطار جهود السلطات الجديدة لإدارة المرحلة الانتقالية بعد الإطاحة ببشار الأسد.
تنظيم المؤتمر
السلطة الجديدة، بقيادة الشرع، أعلنت عزمها تنظيم المؤتمر، حيث حثّتها الجهات الدولية على ضرورة تضمين تمثيل جميع فئات المجتمع السوري. وقد شكلت السلطات في وقت سابق لجنة تحضيرية من سبعة أعضاء، بينهم سيدتان، قامت بجولات في عدة محافظات، والتقت بأكثر من أربعة آلاف شخص.
بعد لقاء ترحيبي وعشاء تعارف أمس، بدأت الأعمال الفعلية للمؤتمر اليوم، حيث تم نشر مقطع فيديو يوضح توافد المئات إلى القاعة الكبرى بقصر الشعب.
جدول الأعمال
يتضمن برنامج العمل المعلن من “سانا” كلمة افتتاحية، بالإضافة إلى ورش عمل وجلسة ختامية، على أن يختتم المؤتمر في الخامسة عصرًا بالتوقيت المحلي ببيان ختامي وكلمة نهائية.
ونقل رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، ماهر علوش، تأكيده على أن المؤتمر ينعقد “بمشاركة واسعة من جميع أطياف الشعب السوري لوضع أسس المرحلة المقبلة عبر نقاشات جادة ومسؤولة”.
قضايا المطروحة
وركّزت ورش العمل خلال المؤتمر على القضايا المستخلصة من لقاءات المناطق، وأشارت اللجنة إلى التوافق على مواضيع العدالة الانتقالية، البناء الدستوري، الإصلاح المؤسساتي والاقتصادي، وحدة الأراضي، والحريات العامة والسياسية كأولويات أساسية.
ومن المتوقع أن تصدر عن المؤتمر توصيات ستُستخدم كمرجع للإعلان الدستوري، والهوية الاقتصادية، وخطة إصلاح المؤسسات.
انتقادات ومواقف
في سياق متصل، قدّم مدعوون مقيمون خارج سوريا اعتذاراتهم عن الحضور نظرًا لصعوبة تنظيم السفر في الوقت المحدد بين توجيه الدعوة وموعد المؤتمر.
كما انتقد مجلس سوريا الديمقراطية اللجنة التحضيرية، معربًا عن قلقه بشأن تكوينها الذي وصفه بأنه “مشكلة من طيف وتوجه سياسي واحد”، مما يخل بمبدأ التمثيل العادل لكافة مكونات الشعب السوري.
الدعم الدولي
ومنذ الإطاحة بأسد، كانت دمشق وجهة لوفود دبلوماسية عربية وغربية التي أظهرت دعمها للسلطات الجديدة وحثتها على ضرورة إشراك كافة المكونات في إدارة المرحلة الانتقالية.
وتعتزم الإدارة الجديدة تشكيل حكومة انتقالية مطلع الشهر المقبل، حيث تعهد وزير الخارجية أسعد الشيباني بأن تكون الحكومة “ممثلة للشعب السوري قدر الإمكان وتراعي تنوعه”.