الأحد 16 فبراير 2025
spot_img

السينما المغربية تحقق عائدات قياسية في 2024

حققت السينما المغربية في عام 2024 انتعاشاً ملحوظاً، مسجلة أرقاماً قياسية في الإيرادات والإقبال الجماهيري، وفقاً لبيانات وزارة الثقافة المغربية التي تم إعلانها يوم الثلاثاء. وبلغت الإيرادات السنوية 127.6 مليون درهم (حوالي 12.6 مليون دولار)، مع تجاوز عدد رواد القاعات السينمائية 2.18 مليون مشاهد، وهو ما يعد أعلى مستوى للإيرادات والحضور خلال الخمسة عشر عاماً الماضية.

انتعاش هام بعد تراجع طويل

هذا الإنجاز يأتي في ظل جهود متواصلة بعد سنوات من التراجع الذي شهدته القاعات السينمائية المغربية على مدى العقدين الماضيين، مما أدى إلى إغلاق العديد منها في مختلف المدن.

لتعزيز هذا الانتعاش، أطلقت الحكومة خطة لتأسيس قاعات سينمائية جديدة وتجديد تلك المغلقة، إلى جانب سن قانون جديد لتنظيم الصناعة السينمائية يركز على دعم الإنتاجات الوطنية وتعزيز وجودها في السوق.

قفزة ملحوظة في الأرقام

تعكس الأرقام المسجلة في عام 2024 نمواً غير مسبوق مقارنة بالسنوات الثلاث الماضية، إذ شهد القطاع ارتفاعاً ملحوظاً في الإيرادات والإقبال الجماهيري. فخلال عام 2023، بلغت الإيرادات 89 مليون درهم، مع تسجيل 1.72 مليون مشاهد، في حين حققت 2022 إيرادات بقيمة 77 مليون درهم، بحضور 1.4 مليون مشاهد. أما في عام 2021، فقد كانت الأرقام أكثر تواضعاً، حيث لم تتجاوز الإيرادات 33 مليون درهم، بينما بلغ عدد رواد القاعات السينمائية 633 ألف مشاهد فقط، مما يعكس التأثير الكبير لجائحة كورونا على الصناعة في تلك الفترة.

الاستثمارات الأجنبية تعزز الانتعاش

لم يقتصر هذا النمو على السوق المحلية فحسب، بل شهد المغرب أيضاً تدفقاً غير مسبوق للاستثمارات الأجنبية في قطاع السينما، والتي تجاوزت 1.5 مليار درهم، وهو رقم قياسي يعكس الثقة المتزايدة في البنية التحتية السينمائية للبلاد. وأوضحت وزارة الثقافة أن هذه الاستثمارات أسهمت في خلق فرص عمل جديدة وتعزيز القطاع السياحي، لا سيما في مدينة ورزازات، التي تُعرف بكونها عاصمة التصوير السينمائي في شمال إفريقيا.

آفاق واعدة لصناعة السينما المغربية

يساهم هذا الأداء القوي في ترسيخ مكانة المغرب كوجهة سينمائية رائدة على المستويين الإقليمي والدولي، مما يمنح دفعة قوية لاستمرار تطوير البنية التحتية ودعم الإنتاجات المحلية. كما يفتح المجال لمزيد من التعاونات الدولية، مع استقطاب إنتاجات عالمية تستفيد من التنوع الجغرافي والثقافي الذي تزخر به المملكة، ما يعزز موقعها كوجهة مفضلة لصناعة الأفلام العالمية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك