مع دخول قافلة المساعدات الرابعة إلى محافظة السويداء، تتصاعد حدة الجدل حول وجود حصار مفروض على المنطقة. ورغم تأكيد السلطات على استمرار تدفق المساعدات، يرى الأهالي أنها غير كافية لتلبية احتياجاتهم المتزايدة في ظل الظروف الإنسانية الصعبة.
أوضاع إنسانية حرجة
تشهد السويداء، التي عانت من أحداث دامية في منتصف الشهر، أوضاعًا إنسانية حرجة. تزامن ذلك مع حملات تحريض متبادلة على وسائل التواصل الاجتماعي، طالت حتى الوضع الإنساني للمدنيين.
تستقبل محافظة درعا المجاورة تدفقاً مستمراً للنازحين من أبناء العشائر. ووفقًا لتصريحات محافظ درعا، أنور طه الزعبي، بلغ عدد العائلات النازحة 5600 عائلة، موزعة على 61 مركز إيواء.
دعم وإغاثة عاجلة
أعلنت محافظة السويداء عبر قناتها على “تلغرام” عن دخول قافلة المساعدات الإنسانية الرابعة عبر ممر مدينة بصرى الشام بريف درعا. وأكدت وكالة “سانا” الرسمية أن القافلة تم تجهيزها بجهود مشتركة بين الحكومة السورية والمنظمات الدولية والمجتمع المحلي.
وحدة التواصل والإعلام في “الهلال الأحمر العربي السوري” أكدت لـ”الشرق الأوسط» استمرار جهود المنظمة بالتنسيق مع المؤسسات الحكومية لضمان إيصال الدعم إلى السويداء.
تفاصيل المساعدات
تتضمن قافلة المساعدات 40 طنًا من الطحين، وأدوية، ومعدات طبية، إضافة إلى 27 ألف لتر من المحروقات لتشغيل الأفران والمشافي ومحطات ضخ المياه والآبار.
يتم توزيع المساعدات عبر فرق “الهلال الأحمر” الميدانية، بالشراكة مع المجتمعات المحلية لضمان وصولها إلى المستحقين بكفاءة وفاعلية.
تضافر الجهود الإنسانية
أكد مسؤول في الهلال الأحمر على أهمية تكاتف المنظمات الإنسانية والجهات الحكومية والمجتمعات المحلية لتخفيف حدة الوضع الإنساني وضمان استجابة فاعلة وشاملة.
أكدت منظمة “الهلال الأحمر” عبر قناتها على “تلغرام” استمرار إمدادات الحياة إلى السويداء مع تسيير القافلة الإنسانية الرابعة من دمشق مروراً ببصرى الشام.
نفي وجود حصار
نفى رئيس المجلس المحلي لمدينة بصرى الشام، عبد الله المقداد، وجود حصار على السويداء، مؤكدًا أن الممر الإنساني مفتوح على مدار الساعة.
أدان وزير الإعلام السوري، حمزة المصطفى، “استغلال معاناة المدنيين وخطاب الكراهية”، داعيًا إلى تحييد احتياجات المواطنين عن أي توظيف سياسي.
مطالب برفع الحصار
في المقابل، شهدت مدن السويداء وصلخد وشهبا، وكثير من البلدات والقرى، اعتصامات ومظاهرات للمطالبة برفع الحصار عن المحافظة.
وشارك في المظاهرات نساء وشيوخ وأطفال ورجال.
تدهور الأوضاع المعيشية
أشار المحامي والناشط الحقوقي عثمان العيسمي إلى ما تعرضت له المحافظة من خراب في البنية التحتية، وتهجير نحو 200 ألف شخص، إضافة إلى الحصار الاقتصادي.
جهود الإنقاذ والإغاثة
أعلنت وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث السورية عن إحصائية بأعمال فرق الدفاع المدني في السويداء منذ 14 تموز حتى 28 تموز، تضمنت إخلاء 1600 عائلة وإسعاف 561 مصابًا ونقل 100 ضحية.
تضمنت الجهود مشاركة فرق مدربة وآليات متنوعة لفتح الطرقات.
دعم وتأييد
أشارت وكالة “سانا” إلى توجه حافلات لـ”الهلال الأحمر العربي السوري” من محافظة درعا إلى السويداء لإجلاء عدد من المدنيين.
أكد أهالي منطقة “درعا البلد” في وقفة جماهيرية دعمهم للدولة ومؤسساتها ووقوفهم خلف الجيش في مواجهة التحديات.