الأحد 16 مارس 2025
spot_img

السعودية تعزز دورها كوسيط موثوق في الدبلوماسية العالمية

في خطوة تهدف إلى تعزيز دورها كوسيط دولي موثوق، تُعيد المملكة العربية السعودية تشكيل سياستها الدبلوماسية لتصبح منصة رئيسية للمفاوضات الحساسة، تجمع الفرقاء من القوى الإقليمية والدولية.

السعودية في واجهة الوساطة

تأتي جهود الرياض في هذا السياق وسط تصاعد التوترات العالمية، خاصة في أوروبا اثر الحرب الروسية – الأوكرانية التي اندلعت قبل نحو ثلاث سنوات، بالإضافة إلى محاولات الغرب لاحتواء نفوذ الصين وروسيا، وفقًا لمحللين نقلت عنهم صحيفة «الشرق الأوسط».

العلاقات الشخصية التي تربط ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، بعدد من القادة الدوليين، بالإضافة إلى الاحترام الذي يحظى به، تعزز من موقف المملكة على الساحة الدولية. هذه العوامل ساهمت في ترسيخ ثقة المجتمع الدولي في القيادة السعودية وكفاءتها في مجالات الوساطة.

جهود دبلوماسية مكثفة

تستمر الدبلوماسية السعودية في تكثيف مساعيها لحل النزاعات من خلال الحوار والتفاهم، بهدف الوصول إلى سلام دائم. وقد أكد وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان على أهمية هذه المجهودات في تعزيز السلام الإقليمي والدولي.

في 19 فبراير الماضي، استضافت الرياض محادثات رفيعة المستوى بين وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا، في أول لقاء بهذا المستوى منذ بداية الحرب الأوكرانية. وقد أسفرت المباحثات عن اتفاق على إعادة موظفي البعثتين وتعزيز التعاون الاقتصادي، مع وصف المناقشات بأنها «مثمرة» و”خطوة مهمة إلى الأمام».

السعودية تتوسط بين القوى الكبرى

تأتي هذه المحادثات برعاية ولي العهد السعودي وبحضور عدد من الرموز الدبلوماسية، حيث تعكس التزام المملكة بتقريب وجهات النظر بين واشنطن وموسكو وتحقيق الأمن والاستقرار الدوليين.

يرى الدكتور عبد العزيز بن صقر، رئيس مركز الخليج للأبحاث، أن الظروف الدولية الحالية، ولا سيما الحروب التجارية ومنافسات القوى الكبرى، دفعت المجتمع الدولي للبحث عن أطراف محايدة تتبنى سياسة التوازن والحياد.

جدة تستضيف المحادثات الهامة

من المقرر أن تستضيف مدينة جدة اجتماعًا رفيع المستوى بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، حيث يصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى المملكة لإجراء محادثات مع القيادة السعودية. يُتوقع أن تسهم هذه الزيارة في تعزيز فرص التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا.

في ختام لقاء سابق بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب وزيلينسكي، خيمت أجواء من التوتر على المحادثات، مما أدى إلى عدم التوصل إلى اتفاق بخصوص المعادن النادرة، والذي كان محور النقاش.

موقع السعودية على الساحة الدولية

لقد باتت السعودية لاعبًا رئيسيًا على الساحة الدبلوماسية العالمية، مستفيدة من توازن علاقاتها مع أبرز القوى. ويلفت العقيد عباس داهوك، المستشار العسكري السابق بوزارة الخارجية الأميركية، إلى قدرة الرياض على تقديم منصة محايدة للمفاوضات دون توريط نفسها في النزاعات.

أكدت الخارجية الأميركية أن الوزير ماركو روبيو سيقوم بزيارة المملكة في مارس الجاري لإجراء محادثات مع نظيره الأوكراني، ما يعكس أهمية الدور السعودي في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة.

تعزيز المكانة الدبلوماسية

يلفت الدكتور عبد العزيز بن صقر إلى أن المملكة العربية السعودية تعزز مكانتها الدبلوماسية بفضل سياساتها المتوازنة والرؤية الواضحة في التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية.

ويشير إلى أن الرياض قد أتاحت لعدد من الدول الأخرى مثل سويسرا والنمسا وفنلندا، والتي لعبت تاريخياً دور الوساطة، فرصة جديدة لتولي مهام الوساطة، في ظل تطورات الصراعات الدولية.

الأزمات الإقليمية والعالمية

لم تقتصر جهود السعودية على الأزمات العالمية، بل شملت أيضًا الأزمات الإقليمية في السودان واليمن، حيث عملت المملكة على تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة.

ويرى الدكتور خالد الهباس، المحلل السياسي السعودي، أن مكانة السعودية كمركز رئيسي يجذب دول العالم لحل خلافاتها تتعزز من خلال السياستين المتوازنة والتعاون الدولي.

العلاقات الشخصية تعزز الدور السعودي

يشير الهباس إلى أن العلاقات الشخصية القوية التي تربط ولي العهد برؤساء الدول عززت من مكانة السعودية على الساحة الدولية، الأمر الذي أكده عدد من الزعماء العالميين مؤخرًا.

هذا التأثير جعل الدول تتوجه نحو السعودية للتنسيق بشأن مختلف القضايا الدولية، نظرًا إلى دورها المحوري في المشهد السياسي العالمي.

اقرأ أيضا

اخترنا لك