جددت المملكة العربية السعودية تأكيدها على استضافة المباحثات بين روسيا والولايات المتحدة، في خطوة تهدف إلى تعزيز الأمن والسلام العالمي، وذلك خلال جلسة مجلس الوزراء التي ترأسها الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، في الرياض.
تحفيز التعاون الدولي
واستهل ولي العهد الجلسة بعرض تفاصيل الاتصال الهاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالإضافة إلى النقاشات التي جرت مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو. وتناول الاجتماع العلاقات المشتركة بين المملكة والدولتين، وسبل تطوير التعاون في مختلف المجالات، إلى جانب بحث الأوضاع الإقليمية والدولية.
وعقب الجلسة، أوضح وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري أن المجلس ناقش مجمل أعمال الدولة خلال الأيام الأخيرة، مع التركيز على تعزيز التعاون الثنائي مع الدول الشقيقة والصديقة، واستعراض نتائج مشاركة المملكة في الاجتماعات على المستويين الإقليمي والدولي، ضمن السعي لتطوير العمل الجماعي.
تعزيز الأمن المشترك
كما جدد المجلس التأكيد على أهمية التعاون الأمني، مستعرضًا ما ناقشه خلال الدورة الثانية والأربعين لمجلس وزراء الداخلية العرب حول ضرورة التنسيق لمكافحة الجرائم بكافة أشكالها، مع العمل على تطوير استراتيجيات لمواجهة التهديدات المشتركة.
وأشار إلى أن تسلم المملكة رئاسة شبكة العمليات العالمية لمكافحة الفساد يعكس ثقة المجتمع الدولي في قدرة السعودية على تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء وتطوير السياسات اللازمة لمكافحة الفساد.
دعم الثقافة والتنمية
ورحب المجلس بما تضمنه “إعلان جدة” الذي أصدره المؤتمر الثالث عشر لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي، والذي يعكس رؤية موحدة لتعزيز دور الثقافة في التنمية وحماية التراث الإسلامي.
وفي السياق المحلي، أعرب مجلس الوزراء عن اعتزازه بتاريخ الدولة السعودية وجذورها الراسخة بمناسبة “يوم التأسيس”، الذي يوافق 22 فبراير، مؤكدًا أهمية الوحدة والتلاحم في بناء الوطن.
مشروعات الطاقة والتكنولوجيا
وأضاف وزير الإعلام أن المملكة حققت مكانة متقدمة بين أكبر 10 أسواق في مجال تخزين الطاقة بالبطاريات، مع بدء تشغيل “مشروع بيشة” بسعة 2000 ميغاواط ساعة، مما يعزز التفوق في قطاع الطاقة.
وأشاد المجلس بنجاح مؤتمر “ليب 2025” الذي عُقد في الرياض، حيث تم الإعلان عن استثمارات تتجاوز 14.9 مليار دولار، لتعزيز الابتكارات في البنية التحتية الرقمية والذكاء الاصطناعي.
مباحثات متعددة الأطراف
اطَّلع مجلس الوزراء على الموضوعات المدرجة في جدول أعماله، بما في ذلك دراسة موضوعات مشتركة مع مجلس الشورى، وانتهى إلى قرارات هامة في مجالات متعددة.
وقد وافق المجلس على مذكرة تفاهم بين وزارة الطاقة في المملكة ووزارة الشؤون الاقتصادية والتوظيف في فنلندا، بالإضافة إلى مذكرة تعاون بين وزارة الرياضة ووزارة الرياضة واللياقة البدنية والترفيه في المالديف.
كما تم الاتفاق على مشاريع تعاون في مجالات الأمن والنقل الجوي مع عدة دول، بما يساهم في تعزيز العلاقات الثنائية ويؤكد الزخم الإيجابي للسياسات السعودية في مختلف المجالات.
ووافق المجلس أيضًا على نظام النقل البري على الطرق، واعتمد الحسابات الختامية للهيئات ذات الصلة، مما يعكس التقدم الذي تشهده المملكة في شتى الميادين.
واطلع المجلس على تقارير سنوية لمؤسسات مختلفة، متخذًا ما يلزم حيال تلك الموضوعات بما يضمن تحقيق الأهداف الوطنية والتنموية.