الأحد 16 مارس 2025
spot_img

السرعة القياسية لعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري تثير الانتقادات

أعلنت اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري عن موعد انعقاد المؤتمر في 24 و25 من فبراير الحالي، في فندق داما روز بدمشق، حيث ستُعقد جلسة تعارف في اليوم الأول. ويأتي الإعلان مفاجئًا نظرًا لتسارع التحضيرات، إذ كانت التوقعات تشير إلى انعقاده بعد شهرين على أقل تقدير. وقد أُنجزت التحضيرات خلال أقل من أسبوع، بعد تنفيذ أكثر من 30 لقاءً في مختلف المحافظات، بمشاركة نحو 4000 شخص، وبتدوين أكثر من 2200 مداخلة واستلام 700 مشاركة مكتوبة.

تحضيرات سريعة

بدأت اللجنة التحضيرية في توزيع الدعوات للمشاركين، رغم استمرار عقد الجلسات التحضيرية، ومنها جلسة حوارية للفنانين والمثقفين. وعلق الفنان التشكيلي والسياسي، يوسف عبدلكي، على هذه السرعة، مشيرًا إلى وجود “ضغوط خارجية وداخلية” لإنجاز المؤتمر بصورة سريعة، ربما في إطار تقديم مفاتيح لرفع العقوبات الدولية.

ورغم تفاؤل البعض، حذر عبدلكي من تكرار الأساليب السابقة للبعث، التي قد تفرغ المؤتمرات من مضمونها، حيث قال: “ما نخشاه هو تكرار الطريقة البعثية في عقد مؤتمرات شكلية”. وأكد أهمية مشاركة مختصين من جميع المجالات لصياغة مستقبل سوريا وضع دستور يمثل جميع السوريين، وعدم الاكتفاء بالخطاب اللطيف دون إجراءات ملموسة.

انتقادات واسعة

من جهته، أكد المفكر السياسي والقيادي المؤسس في رابطة العمل الشيوعي، أصلان عبد الكريم، عدم نيته المشاركة في المؤتمر، معبرًا عن عدم ارتياحه لطريقة تنظيمه. وأشار إلى ضرورة أن يكون التمثيل في المؤتمر شاملًا لجميع الفئات، وأن تُعطى أولوية كبيرة للمرأة والشباب، بالإضافة إلى توجيه دعوات للقوى السياسية والمجتمع المدني.

عبّر عبد الكريم عن حاجة المؤتمر إلى مزيد من الوقت التحضيري، مقترحًا أن يمتد لفترة لا تقل عن ستة أشهر، كي يتمكن من تحديد القضايا الأساسية بشكل صحيح، وليس مجرد انعقاد لمدة يومين مع عدم وجود وضوح في الأمور الهامة.

غموض في الدعوات

على صعيد متصل، تلقى عدد من المدعوين، مثل السياسي البارز جورج صبرا المقيم في فرنسا، دعوات للانضمام، إلا أنهم اعتذروا نظرًا لقصر الفترة الزمنية بين الدعوة وانعقاد المؤتمر. وكذلك فعلت عدد من الشخصيات السياسية مثل سهير أتاسي وسمير نشار، وهو ما يشير إلى مشكلة في التواصل والتحضير.

وواجهت اللجنة التحضيرية انتقادات شديدة بسبب آلية توجيه الدعوات، حيث لم تشمل ناشطين مدنيين عملوا في الداخل تحت المخاطر، وقد أوضح الناشط المدني بولس حلاق أهمية وجودهم في النقاشات، مشيرًا إلى أن هذه الجهود لا ينبغي إغفالها.

أهداف الحوار

أعلنت اللجنة أن الحوارات التي عُقدت في المحافظات تهدف إلى الاستماع لمختلف الآراء، وأكدت وجود توافق واسع بين السوريين حيال قضايا جوهرية، مثل العدالة الانتقالية وبناء المؤسسات والدستور. وقد تم تحديد هذه القضايا كأولويات رئيسية يتفق عليها الجميع.

بالرغم من ذلك، يبقى التساؤل حول كيفية ترجمة هذه التحضيرات إلى خطوات عملية تؤسس لمستقبل سوري أفضل، وسط الآمال والطموحات التي يحملها الشعب السوري.

اقرأ أيضا

اخترنا لك