أكد الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، أن الدبلوماسية السعودية تواصل جهودها الحثيثة في الوساطة بين الدول بهدف حل النزاعات بطرق سلمية وتعزيز الحوار والتفاهم. وأشار في كلمته خلال افتتاح “منتدى الرياض الدولي الإنساني الرابع” إلى أن القضايا الراهنة تبرز الحاجة الملحة لوحدة إنسانية شاملة.
منتدى الرياض الدولي
افتتح المنتدى، الذي ينظمه “مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية” ويستمر على مدار يومين في العاصمة السعودية الرياض، بحضور عدد من الشخصيات المحلية والدولية. وأوضح الأمير فيصل أن المنتدى يمثل اهتمام المملكة بتعزيز الحوار حول العمل الإنساني وطرح التحديات التي تواجهه على مستوى العالم.
دور السعودية الإنساني
وأشار الوزير إلى جهود المملكة المستمرة في تقديم الدعم للمحتاجين حول العالم، دون تمييز، استنادًا إلى مبادئ إنسانية تتحلى بالاعتدال والمسؤولية. وأكد أن السعودية أصبحت واحدة من أكبر الدول المانحة للمساعدات الإنسانية والتنموية على الساحة الدولية.
وكشف أن إجمالي المساعدات الإنسانية والإغاثية التي قدمتها المملكة تجاوزت 133 مليار دولار، استفاد منها أكثر من 172 دولة. وأوضح أن السعودية أطلقت مجموعة من الحملات لمساعدة الدول المتضررة، منها الحملة الشعبية لإغاثة الفلسطينيين، التي وصلت تبرعاتها إلى أكثر من 700 مليون ريال، بالإضافة إلى مشروع “مسام” لنزع الألغام في اليمن، الذي أزال أكثر من 430 ألف لغم.
الأزمة السودانية
وفيما يتعلق بالأزمة السودانية، أوضح الأمير فيصل أن المملكة بدأت تحركاتها الدبلوماسية منذ اللحظات الأولى للأزمة، مما ساهم في توقيع “اتفاقية جدة 1″ و”جدة 2”. ونتيجة لتلك الجهود، تم تأمين إيصال المساعدات الإنسانية وتنفيذ أول عملية إجلاء بحري، أنقذت أكثر من 8400 شخص من 110 دول.
واستعرض أهمية المشاريع الإغاثية العاجلة في مجالات الاستجابة الطارئة والأمن الغذائي والإيواء، مؤكداً على التعاون المستمر مع الشركاء الدوليين من خلال “مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية”.
التعاون الدولي
وأشار الأمير فيصل إلى أهمية تعزيز الشراكات مع المنظمات الدولية وتوسيع نطاق تقديم المساعدات لتبادل الخبرات في المجال الإنساني. وأكد على دور “الدبلوماسية الإنسانية” في تحسين استجابة الأزمات المتزايدة، مؤكداً الالتزام بمبادئ القانون الدولي لضمان وصول المساعدات إلى المناطق المتأثرة.
وأكد الوزير السعودي على ضرورة إيجاد حلول جذرية للأزمات الإنسانية من خلال التعاون الإقليمي والدولي، مشدداً على أهمية تطوير العمل الإنساني لتحقيق أهدافه النبيلة.
رسالة المنتدى
وأشاد بن فرحان بجهود “مركز الملك سلمان للإغاثة”، واعتبر المنتدى فرصة مهمة لمواجهة التحديات الإنسانية الراهنة. ودعا إلى تكاتف الجهود لبناء مستقبل يتجاوب مع حاجات المتضررين، مع الحفاظ على المبادئ الإنسانية في مواجهة الأزمات المستقبلية.
