السبت 19 أبريل 2025
spot_img

الرئيس التونسي يطالب بعودة المهاجرين غير القانونيين

دعا الرئيس التونسي قيس سعيّد المنظمة الدولية للهجرة إلى تكثيف الجهود من أجل تسهيل العودة الطوعية للمهاجرين غير القانونيين من تونس إلى بلدانهم، وفقًا لتقرير من وكالة الصحافة الفرنسية.

عودة المهاجرين

وجاء ذلك في بيان نشرته الرئاسة التونسية عبر موقع فيسبوك، حيث أكدت أن 1544 مهاجرًا قد تمت إعادتهم منذ بداية العام. وأوضحت أن هذا الرقم كان يمكن أن يكون أعلى بكثير إذا تم بذل جهود أكبر من أجل إنهاء هذه الظاهرة التي تُعتبر غير مقبولة على المستويين الإنساني والقانوني.

وبحسب إحصاءات السلطات التونسية، تم إعادة حوالي 7250 مهاجرًا إلى بلدانهم خلال شهر يناير الماضي من العام 2024.

تونس مركز للهجرة

تحولت تونس مؤخرًا إلى مركز رئيسي في شمال أفريقيا للمهاجرين، الذين يخاطرون بحياتهم من خلال عبور البحر الأبيض المتوسط بحثًا عن الوصول إلى أوروبا. وتفيد التقارير بأن أقرب نقطة من تونس إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية تبعد أقل من 150 كيلومترًا، مما يجعلها عادةً أول نقطة وصول للمهاجرين غير القانونيين.

وحسب بيانات المنظمة الدولية للهجرة، فقد غرق أو فُقد 343 شخصًا هذا العام أثناء محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط.

ضغوط الاتحاد الأوروبي

تواجه تونس ضغطًا متزايدًا من قبل الاتحاد الأوروبي للحدّ من الرحلات غير القانونية، في الوقت الذي تثير فيه مجموعات حقوقية مخاوفًا بشأن ظروف معيشة المهاجرين المؤقتين في مناطق غير مؤهلة للسكن. هذا الأمر أثار غضب الكثير من التونسيين، الذين يتهمون هؤلاء المهاجرين بتفاقم المشاكل في مدنهم، منها انتشار الفوضى وعدم النظافة.

قبل أيام، قامت السلطات الأمنية بتفكيك خيام لمهاجرين في معتمدية جبنيانة التابعة لولاية صفاقس، التي شهدت توترًا بين السكان المحليين والمهاجرين القادمين من دول أفريقيا جنوب الصحراء.

احتجاجات محلية

نفذت قوات الأمن عملية أمنية محدودة في مزارع منطقة جبنيانة، التي تعاني من تجمع كبير للمهاجرين العالقين، حسب ما أفاد به شهود لوكالة الأنباء الألمانية. خلال العملية، تم تفكيك بعض الخيام بعد احتجاجات من السكان المحليين ضد الزيادة الكبيرة في أعداد المهاجرين في محاصيلهم، وسط شكاوى من حدوث أعمال عنف وسرقة.

تأتي هذه العملية في أعقاب انتقادات من نواب البرلمان بشأن أزمة الهجرة المتزايدة في المنطقة. وطالب النائب طارق المهدي بضرورة تدخل الجيش للتصدي لما وصفه بـ”احتلال” الغابات من قبل المهاجرين.

آراء ناشطين

كما انتقدت النائبة فاطمة مسدي وجود “دولة داخل الدولة” في غابات الزياتين بالعامة، وأظهرت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثّق الوضع. يعمل المهاجرون في تلك المخيمات على تدبير أمورهم، حيث يعرب الكثير منهم عن رغبتهم في مغادرة تونس، لكن الحرس البحري يمنعهم من التوجه نحو الجزر الإيطالية القريبة.

بدوره، قال الناشط عماد سلطاني، رئيس “جمعية الأرض للجميع”: “على الدولة التفكير في مكان يحفظ كرامة المهاجرين وفق القوانين الدولية، وهو ما قد يُحافظ على سيادة الدولة.” كما دعا سلطاني إلى مراجعة الاتفاقيات المبرمة مع الاتحاد الأوروبي للحد من تدفق الهجرة، مؤكدًا أنها جزء من الإشكالية القائمة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك