في دارفور، لقي ما لا يقل عن 14 مدنياً سودانياً مصرعهم بنيران قوات الدعم السريع، وذلك أثناء محاولتهم الفرار من حصار خانق تشهده المنطقة منذ أكثر من عامين جراء الصراع الدائر بين هذه القوات والجيش السوداني.
هجوم دامٍ في دارفور
أفادت جمعية “محامو الطوارئ”، المعنية بتوثيق فظائع الحرب في السودان، أن العشرات أصيبوا بجروح، بينما اعتُقل عدد غير معروف من المدنيين، وذلك في هجوم شنته قوات الدعم السريع يوم السبت الماضي على قرية قرني، الواقعة شمال غربي مدينة الفاشر المحاصرة في إقليم دارفور.
الجمعية الحقوقية أوضحت في بيان لها أن هذه الجريمة المروعة وقعت عقب مغادرة الضحايا مدينة الفاشر، في محاولة يائسة للنجاة بأرواحهم من ظروف الحصار والمعارك المتصاعدة التي تشهدها المنطقة.
قرية قرني.. نقطة عبور خطيرة
تقع قرية قرني على الطريق الحيوي الذي يربط الريف الشمالي بمدينة الفاشر، وتعتبر نقطة ارتكاز مهمة لتموين المدينة المحاصرة.
منذ مايو 2023، تفرض قوات الدعم السريع قيوداً مشددة داخل القرية، بما في ذلك تقييد حركة السكان، ومنع دخول الإمدادات، وتعطيل وصول المساعدات الإنسانية، ما جعلها من أخطر مناطق العبور للمدنيين الفارين من جحيم الفاشر.
الحرب في السودان.. أزمة إنسانية متفاقمة
اندلعت الحرب في السودان في منتصف أبريل 2023، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مخلفةً وراءها عشرات الآلاف من القتلى، وتشريد ما يقرب من 13 مليون شخص، بينهم أربعة ملايين لاجئ عبروا الحدود إلى دول الجوار.
الأمم المتحدة تصنف الأزمة الإنسانية في السودان كواحدة من الأسوأ على مستوى العالم، وسط تفاقم الأوضاع المعيشية ونقص حاد في الغذاء والدواء.