السبت 19 أبريل 2025
spot_img

الحوثيون يصادرون أجهزة الصحافيين بمطار صنعاء

في خطوة مثيرة للقلق، صادرت جماعة الحوثي خلال الأشهر الأخيرة عدداً كبيراً من أجهزة الكومبيوتر المحمولة والهواتف النقالة والكاميرات المملوكة للصحافيين والناشطين في مطار صنعاء، وذلك ضمن إجراءات جديدة تهدف إلى فرض رقابة مشددة على هؤلاء الأفراد قبل مغادرتهم البلاد. يشير خبراء إلى أن هذه التدابير تستهدف ابتزاز الصحافيين وإجبارهم على العودة.

إجراءات رقابية صارمة

أفاد عدد من الكتاب وصناع المحتوى لصحيفة «الشرق الأوسط»، أنهم تفاجأوا بالإجراءات الجديدة التي فرضتها الجماعة على أفراد الأمن في مطار صنعاء. محاولاتهم لاستعادة أجهزتهم لم تُكلل بالنجاح، مما دفعهم إلى تحذير زملائهم من مخاطر التعرض لمواقف مشابهة.

تقيد الحوثيون حرية تنقل الأفراد، حيث يمنعون الصحافيين والناشطين من التنقل داخل مناطق سيطرتهم أو مغادرتها دون إذن مسبق. كما تُلزمهم بالتعهد بالإفصاح عن تحركاتهم وبيان نشاطاتهم خلال سفرهم.

تحقيقات شاملة للمسافرين

القيود تتجاوز الكتاب والصحافيين، حيث تشمل جميع المسافرين الذين يحملون أجهزة الكومبيوتر. يتعرض هؤلاء للتحقيقات حول مهنهم وأسباب سفرهم، ويُجبرون على فتح أجهزتهم لتفتيش محتوياتها من قبل عناصر الجماعة.

مثالاً على ذلك، ذكر أحد صناع المحتوى بأنه ألغى سفره عبر مطار صنعاء بعد تلقيه تحذيراً من صديق حول احتمالية مصادرة أجهزته. وجد نفسه مضطراً للانتقال عبر مطار عدن، مما كلفه مزيداً من المال والجهد.

مخاوف مستمرة

بينما سافر عبر طرق وعرة تزيد عن 378 كلم وتكتظ بنقاط تفتيش، ظل الكاتب قلقاً من مواجهة أي إجراءات تعسفية. أُجبر على الحصول على إذن من أحد معارفه في الجماعة خوفاً من الاحتجاز أو مصادرة أجهزته.

أضاف كاتب آخر أن عناصر الحوثي برروا احتجاز أجهزتهم بحماية أمنهم الشخصي، لكنهم في الواقع طالبوا بتقديم مبررات للسماح بمغادرتهم. ونتيجة لذلك، اختار الكثيرون ترك أجهزتهم ومغادرة المكان.

تداعيات الإجراءات الحوثية

استغنى أحد صناع المحتوى عن أجهزته، وأشار إلى احتفاظه ببياناته المهمة في أجهزة تخزين خارجية، مما خفف من خسائره. ويرتبط ذلك بقرار عدم العودة إلى صنعاء حفاظًا على سلامته.

في الآونة الأخيرة، كثفت الحوثيون من إجراءات الرقابة على الناشطين والكتّاب حتى الذين يعملون ضمن صفوفهم. وتؤكد مصادر أن الصحافيين ملزمون بتقديم تقارير دورية عن أنشطتهم والتقيد بمواعيد العودة.

اعتقالات تعسفية

تحدثت مصادر لـ”الشرق الأوسط» عن احتجاز أحد المراسلين بعد عودته من رحلة علاج، بسبب عدم تقديمه لتقارير دورية كما طُلِب منه. هذا الاعتقال يسير ضمن سلسلة من المضايقات التي تستهدف الإعلاميين.

فقد أفادت تقارير أن الإعلامي الحوثي «الكرار المراني» احتُجز لفترة دون توضيح الأسباب. وهذا يسلط الضوء على الوضع المعقد الذي يعيشه الإعلام في ظل السيطرة الحوثية.

وفي الوقت الذي تتصاعد فيه الحملات على حال سكان مناطق السيطرة الحوثية، يخشى الكثيرون من عواقب التصريحات السلبية أو الانتقاد لما يحدث حولهم.

اقرأ أيضا

اخترنا لك