صنعاء تستعد لحملة حوثية جديدة تستهدف سائقي الدراجات النارية، وسط مخاوف من تحولها إلى أداة ابتزاز منظم، وتضييق الخناق على مصدر رزق شريحة واسعة من السكان. يأتي ذلك في ظل اتهامات للجماعة باستغلال الوضع الاقتصادي المتدهور لدفع الشباب إلى الجبهات القتالية.
إجراءات مرورية مشددة
تعتزم الجماعة نشر عناصر من جهاز “الضبط المروري” التابع لعبد الكريم الحوثي في شوارع صنعاء. الهدف المعلن هو تطبيق لوائح مرورية جديدة، لكن المخاوف تتزايد من أن تكون هذه الإجراءات مجرد غطاء لممارسات قمعية.
تسعى الجماعة إلى فرض رسوم جمركية جديدة على الدراجات النارية، حتى تلك التي سبق جمركتها. كما سيُلزم السائقون بشراء خوذات باهظة الثمن، ومنعهم من السير في الطرق السريعة، وحمل أكثر من راكب، واستخدام المنبهات.
مخاوف سائقي الدراجات
يعرب سائقو الدراجات في صنعاء عن قلقهم البالغ من الاعتقالات التعسفية ومصادرة الدراجات، والابتزاز المالي. يؤكدون أن الهدف الحقيقي هو تجنيدهم قسراً في الجبهات، بعد قطع أرزاقهم.
يقول أحمد، وهو سائق دراجة نارية، إن الحملة المرتقبة تضعه أمام خيارين كلاهما صعب. إما التوقف عن العمل وفقدان مصدر رزقه الوحيد، أو الخروج للعمل وتحمل مخاطر الابتزاز والاعتداء والسجن.
تداعيات اقتصادية وخيمة
سبق للجماعة أن نفذت حملات مماثلة تحت ذرائع مختلفة، لكن النتيجة كانت دائماً هي التضييق على سبل العيش. هذه الحملات تزيد من معاناة السكان، وتفاقم الأزمة الإنسانية.
تحذيرات من تصاعد الأزمة
حذرت نقابة سائقي الدراجات في صنعاء من التداعيات الخطيرة لهذه الحملة. ووصفتها بأنها محاولة لفرض جبايات غير قانونية، ومصادرة أرزاق العاملين في هذا القطاع.
وأكدت النقابة أن هذه الخطوة ستزيد الأعباء على شريحة واسعة من المواطنين، خاصة الموظفين الذين فقدوا رواتبهم منذ سنوات، ويعتمدون على الدراجات لتأمين احتياجاتهم الأساسية.
سياسة التجويع الممنهج
تأتي هذه الإجراءات في سياق سياسة ممنهجة تتبعها الجماعة الحوثية لإفقار وتجويع المجتمع. تدهور الأوضاع الاقتصادية وانقطاع الرواتب دفعا آلاف اليمنيين لاستخدام الدراجات كوسيلة نقل بأجرة، أو وسيلة شخصية للتنقل بتكلفة منخفضة.
تشير تقديرات محلية إلى أن عدد الدراجات النارية المستخدمة في اليمن يتجاوز المليون، وتتركز غالبيتها في المدن الكبرى ومناطق سيطرة الجماعة الحوثية.
الدراجات.. “منقذ اقتصادي”
خلال سنوات الحرب، تحولت الدراجات النارية إلى “منقذ اقتصادي” للكثير من العائلات التي فقدت مصادر دخلها التقليدية. المؤسسات الخاضعة للحوثيين عاجزة عن استيعاب العاطلين أو توفير الخدمات الأساسية.
يخشى مالكو الدراجات النارية أن تتحول الحملة الحوثية إلى أداة قمع ونهب. ويؤكدون أن الجماعة سبق أن استخدمت “الضبط المروري” كغطاء لحملات قمع وابتزاز في صنعاء وغيرها من المدن.