أحبطت القوات اللبنانية عملية تهريب جديدة كشف النقاب عنها، بعد ضبط مبلغ قدره 4 ملايين دولار أمريكي كانت في طريقها إلى لبنان من سوريا عبر الحدود البرية الشمالية. يأتي هذا الكشف بعد أسبوع من ضبط 2.5 مليون دولار في مطار رفيق الحريري الدولي، والتي يُعتقد أنها كانت موجهة إلى «حزب الله».
تفاصيل العملية
وأفاد مصدر رسمي لبناني لموقع «الشرق الأوسط» أن الحادثة وقعت خلال محاولة دخول سيارة من الأراضي السورية عبر معبر غير شرعي، حيث اعترضها حاجز للجيش اللبناني. وعند تفتيش السيارة، تم العثور على الأموال مخبأة في أكياس، وقد فرّ ركاب السيارة إلى جهة غير معروفة قبل أن يتم ضبط المبلغ.
تتتابع الأحداث، إذ قام رجل أعمال لبناني مرتبط بأحد الشخصيات السياسية المعروفة بالتدخل مدعياً ملكيته للأموال المضبوطة في مطار بيروت. بينما سعى وزير سابق متحالف مع نفس الشخصية إلى الإفراج عن المبلغ، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل، وجرى التحفظ على الأموال بقرار من النيابة العامة التمييزية.
سرية المعلومات
لم يذكر المصدر الرسمي توقيت ضبط المبلغ، لكنه أشار إلى أن المعلومات محاطة بالسرية. وفي هذا السياق، أفاد مصدر أمني بأن التحقيقات الأولية لم تُجرَ بعد، وتم توجيه تعليمات بنقل الأموال إلى مقر وزارة الدفاع، تحت إشراف النيابة العامة العسكرية.
في حادثة مماثلة، تمكن الجيش اللبناني من ضبط محاولة تهريب أخرى عند الحدود الشرقية، حيث تدخل رجل أعمال لبناني أيضاً مدعياً أن الأموال التي تم ضبطها تعود له. وعلى الرغم من ذلك، تم تسليم المبلغ بقرار من قاضية النيابة العامة دون التحقق من صحة الادعاءات.
أسئلة حول المصدر
لا تزال التحقيقات الأولية غير حاسمة بشأن مصدر الأموال المزمع تهريبها، وما إذا كانت إيرانية ضد «حزب الله» أو مرتبطة بشخصيات سياسية سابقة، في الوقت الذي يوضح فيه المصدر الأمني أن التحقيقات لم تصل بعد إلى نتائج واضحة.
وفي تصريحات جديدة، أوضح مصدر قضائي لبناني أنه لا يمكن لأي شخص الادعاء بملكية الأموال المهربة دون تقديم إثباتات قانونية. كما تساءل عن سبب عدم إدخال أي أموال مشروعة عبر المعابر الرسمية، مضيفاً أن ما يحدث يعد تبييض أموال قد يلاحق القانون مرتكبيه.
مصادرة المواد المهربة
أشار المصدر القضائي إلى أن القضاء يتخذ إجراءات صارمة لمصادرة جميع المواد المهربة، وليس الأموال فقط. فقد تم ضبط عدد من الشاحنات التي كانت تحاول تهريب المحروقات إلى سوريا، وتم تسليمها لصالح الجيش اللبناني دون انتظار التسويات الرسمية.