الأربعاء 5 فبراير 2025
spot_img

الجيش السوداني يحقق تقدماً في ولاية الجزيرة

واصل الجيش السوداني تقدمه الميداني في المعارك المستمرة بولاية الجزيرة وسط السودان، حيث تمكن من السيطرة على بلدة “الشبارقة” بعد انسحاب “قوات الدعم السريع”، وذلك وفقًا لمصادر محلية. تعتبر بلدة الشبارقة من الأهداف الاستراتيجية للجيش نظرًا لموقعها العسكري الذي يعزز من إمكانية التقدم نحو مدينة ود مدني، عاصمة الولاية.

تقدم ملحوظ

في تطورٍ آخر، أحرز الجيش السوداني تقدماً ملحوظاً في جنوب الجزيرة، حيث تمكن يوم الأربعاء من السيطرة التامة على مدينة “الحاج عبد الله” وعدد من القرى المحيطة بها. كما أفاد شهود عيان بتوغل القوات في قرى قريبة من ود مدني باتجاه الجنوب.

وفي بيان لها، أكدت “لجان المقاومة الشبارقة”، وهي مجموعة شعبية محلية، أن القوات المسلحة بسطت سيطرتها الكاملة على بلدة الشبارقة بعد خوض معارك شديدة. وأضافت أنه كان للطيران الحربي للجيش دور كبير في دعم الهجوم الأرضي عبر شن غارات جوية على مواقع قوات الدعم السريع، مما حال دون تقدمها.

تأمين الإمدادات

حسب البيان، فقد استولت القوات المسلحة على كميات من الأسلحة والذخائر المخبأة داخل منازل البلدة. وفي فيديو متداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ظهرت عناصر من الجيش بالقرب من لافتة عند مدخل الشبارقة، بينما أفادت مصادر أخرى باندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات مشتركة من ميليشيات مسلحة متحالفة مع الجيش و”قوات الدعم السريع” في شرق بلدة “أم القرى” على بعد حوالي 30 كيلو متراً من ود مدني.

تشير المصادر إلى أن القوات المهاجمة، التي تتقدمها ميليشيا “درع السودان” تحت قيادة القائد المنشق عن الدعم السريع، أبو عاقلة كيكل، لم تُفلح في استعادة السيطرة على البلدة خلال المعارك العنيفة التي دارت يوم الأربعاء.

الوضع الراهن

ذكر شهود عيان لصحيفة “الشرق الأوسط” أن المضادات الأرضية لقوات “الدعم السريع” تصدت لغارات جوية شنتها القوات المسلحة على مواقعها الرئيسية في وسط البلدة. رغم تقدم القوات الحكومية والفصائل المتحالفة معها، لا يزال أمامهم عدة كيلومترات للوصول إلى مدينة ود مدني، بينما تستمر قوات الدعم في الانتشار بكثافة على جميع المحاور المؤدية إلى عاصمة الولاية.

حتى اللحظة، لم يصدر أي تصريح رسمي عن “الدعم السريع”، التي يقودها محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، بشأن الأحداث في ولاية الجزيرة. الحملة العسكرية الراهنة تأتي بعد أشهر من التخطيط وتجسد هجومًا بريًا يُعتبر الأكبر والأعنف، إذ استطاع الجيش التوغل بعمق والسيطرة على مواقع كانت في حوزة “الدعم السريع”.

السيطرة والقتال المستمر

منذ ديسمبر 2023، سيطرت قوات “الدعم السريع” على 6 محليات في ولاية الجزيرة، مع بقاء محلية المناقل فقط تحت سيطرة الجيش. يسعى الجيش لاستعادة الولاية كاملة عبر هذه المحورية. ولكن على الرغم من التقدم العسكري الذي أحرزه الجيش خلال الأشهر الماضية في وسط البلاد والخرطوم، لا تزال “الدعم السريع” تسيطر على أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة، بالإضافة إلى مناطق شاسعة في إقليم دارفور وجزء كبير من كردفان جنوب البلاد.

إذا تمكن الجيش من بسط سيطرته الكاملة على ولاية الجزيرة، فسيحقق بذلك محاصرة “الدعم السريع” من الجهة الجنوبية للعاصمة الخرطوم. وقد اندلعت الحرب منذ أكثر من 21 شهرًا، مما أسفر عن مقتل أكثر من 188 ألف شخص، ونزوح أكثر من 10 ملايين مواطن من منازلهم.

اقرأ أيضا

اخترنا لك