الخميس 6 فبراير 2025
spot_img

الجزائر.. تصعيد غير مسبوق ضد باريس

تشهد العلاقات الجزائرية – الفرنسية تدهورًا كبيرًا بعد تصريحات حادة من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، حيث تتجه الجزائر نحو اتخاذ قرار بطرد السفير الفرنسي، ما يمهد لفك الارتباط نهائيًا مع باريس. ويأتي ذلك بعد مغادرة السفير الجزائري لدى فرنسا منصبه في نهاية يوليو، إثر دعم الرئيس إيمانويل ماكرون خطة الحكم المغربية للصحراء.

خطاب تبون الحاد

في خطاب قوي، ألقاه تبون أمام البرلمان في العاصمة الجزائر، عبر عن استيائه من دور فرنسا في نزاع الصحراء، معتبراً أنها تدعم خطة الحكم الذاتي المغربية، التي تتضمن سيادة المغرب على المنطقة المتنازع عليها. وقد أشار إلى أن هذه الخطة “مزوَّرة” أُطلقت عام 2007 في عهد الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، دون أن يذكر ماكرون بشكل مباشر.

كما أوضح تبون موقف الجزائر الثابت في دعم “تقرير مصير الصحراء عن طريق الاستفتاء” الذي تدعمه جبهة البوليساريو، والتي تتلقى الدعم من الجزائر منذ انسحاب إسبانيا من المنطقة عام 1975.

دعوة للاعتراف

تابع تبون مخاطباً الفرنسيين والمغاربة قائلاً: “هذه الأرض لا تخصكم والمسار لم يكتمل بعد”. كما انتقد المواقف الأوروبية، مشيرًا إلى أنها “خارج الشرعية الدولية”، في إشارة إلى تغير مواقف إسبانيا وفرنسا بشأن النزاع، وهو ما أدى في النهاية إلى قطع العلاقات مع المغرب عام 2021.

وفي موقف جديد، أكد تبون أن الجزائر ليست في حاجة لتعويضات من فرنسا عن فترة الاستعمار، وإنما تكتفي بالاعتراف بالجرائم التي ارتكبت. قال تبون: “لا نطلب تعويضاً مالياً، بل نريد الاعتراف بالجرائم”، معبراً بذلك عن موقفه من تصريحات ماكرون السابقة حول “جيل لا صلة له بالاستعمار”.

جرائم الاستعمار

شدد تبون على ضرورة التحرك الفرنسي لتصحيح آثار الاستعمار، مشيرًا إلى الانتهاكات التي حصلت أثناء الحقبة الاستعمارية. وصف قتل الجزائريين بالغاز بأنه “إبادة جماعية”، مطالبًا بضرورة الاعتراف بذلك، ومؤكدًا أن فرنسا تسببت في “دمار” تاريخي للجزائر.

كما تساءل تبون حول نفي فرنسا للجرائم التي ارتكبتها خلال 132 سنة من الاستعمار، داعيًا إلى “تنظيف المخلفات النووية” التي خلفتها بلاده، رافضًا أي محاولة لاستبدال الأموال بالإقرار بالجرائم المعنوية التي ارتكبت.

إدانة اعتقال صنصال

وتناول تبون أيضًا قضية الكاتب بوعلام صنصال، الذي تم اعتقاله مؤخرًا بتهمة “المس بالوحدة الترابية للبلاد”. إذ اعتبرت تصريحات صنصال التي تتعلق بمناطق تاريخية من الجزائر تعود للمغرب، تمثل تحديًا مفضوحًا للموقف الرسمي. وصف تبون موقف صنصال بأنه يعبر عن “وحياً من الفرنسيين”، مؤكداً أن الرؤية الاستعمارية ما زالت تؤثر في النقاشات الحالية.

في ختام حديثه، اعتبر الرئيس الجزائري أن الكاتب صنصال يمثل خرقًا لقيود الهوية الجزائرية ويتبنى مواقف تصب في مصلحة الأطراف الأجنبية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك