أثارت التوترات العسكرية المتصاعدة بين إسرائيل وإيران تساؤلات حول تأثيرها المحتمل على حركة الملاحة في قناة السويس المصرية. حيث أكدت الحكومة المصرية أن القاهرة تراقب الوضع عن كثب، مشيرةً إلى آثار سلبية سابقة للصراعات على إيرادات القناة.
تأثيرات اقتصادية مقلقة
أعرب المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري، محمد الحمصاني، عن قلقه من التأثيرات الاقتصادية للتوترات الإقليمية، وأكد أن إيرادات قناة السويس تأثرت بشكل ملحوظ بسبب الاضطرابات في البحر الأحمر وهجمات الجماعات المسلحة على السفن العابرة بمضيق باب المندب. وقدرت الحكومة المصرية خسائر القناة بنحو 7 مليارات دولار في العام الماضي.
وفي سياق تلك الأحداث، أشار الحمصاني، خلال تصريحات متلفزة، إلى أن “ليس هناك تأثير سلبي حتى الآن للتطورات الجارية” على حركة الملاحة. لكنه أكد أن الأحداث الإقليمية قد تنعكس سلباً على اقتصاديات الدول المجاورة.
تحذيرات من تدهور الأوضاع
خلص اللواء دكتور هشام الحلبي، مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا، إلى أنه “لا يوجد تأثير مباشر على قناة السويس نتيجة التصعيد العسكري الإسرائيلي-الإيراني”. وأوضح أن تبادل الضربات الجوية لم يصل إلى حد التأثير على أمن الملاحة في البحر الأحمر والبحر المتوسط. ومع ذلك، أبدى تخوفه من إمكانية تدهور الوضع إذا تدخل الحوثيون في الصراع.
على الجانب الآخر، دفعت الاضطرابات شركات الشحن الكبرى إلى تعديل مسارات السفن لتجنب قناة السويس، متوجهةً إلى طرق بديلة مثل مجرى رأس الرجاء الصالح.
اتفاقيات وقف التصعيد
على الرغم من اتفاق التهدئة الأخير بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثيين لوقف استهداف السفن بالبحر الأحمر، إلا أن قناة السويس لا تزال تعاني من آثار الهجمات السابقة. وأفادت الخارجية العمانية أن الجانبين اتفقا، في مايو، على ضمان حرية الملاحة التجارية.
وفي سياق تأثيرات الصراع، أشار وليد جاب الله، عضو الجمعية المصرية للاقتصاد، إلى أن إمكانية تعرض قناة السويس لخسائر جديدة قائمة، والسبب يعود إلى التوترات في مضيقَي باب المندب وهرمز.
احتمالات التأثر
حذر جاب الله من أن أي تهديد لحركة التجارة في مضيق هرمز قد يؤدي إلى توقف حركة السفن عبر قناة السويس، مشيراً إلى أن الصراع العسكري الحالي سينتج عنه تداعيات اقتصادية، من بينها ارتفاع أسعار النفط وأزمة التضخم.
من جهة أخرى، أكدت تقارير إيرانية أن هناك مقدرة لإغلاق مضيق هرمز، الأمر الذي قد يؤثر على حركة التجارة العالمية. لكن الحلبي اعتبر أن تأثير ذلك سيكون محدوداً، حيث إن العديد من شركات الشحن اتخذت مسارات بديلة بالفعل.
تحسين الأداء في القناة
رغم الاضطرابات، أشار وليد جاب الله إلى وجود تحسن نسبي في أداء قناة السويس، حيث تسعى الإدارة لجذب شركات الشحن من خلال تقديم حوافز، بما في ذلك تخفيض رسوم العبور.
في هذا الإطار، أعلنت هيئة قناة السويس عن تخفيضات بنسبة 15% من رسوم عبور سفن الحاويات لأكثر من 130 ألف طن، وذلك لمدة 90 يوماً، في محاولة لتعزيز الحركة التجارية عبر القناة.


