الثلاثاء 11 فبراير 2025
spot_img

التبادل الرابع للأسرى: حماس تسلم 3 إسرائيليين مقابل 183 فلسطينيًا

نجحت حركة «حماس» في تنفيذ صفقة تبادل أسرى جديدة أفضت إلى تسليم ثلاثة أسرى إسرائيليين مقابل إطلاق سراح 183 أسيراً فلسطينياً من قبل تل أبيب. تعتبر هذه الخطوة أحدث عملية تبادل بين الطرفين، وهي الرابعة منذ إعلان وقف إطلاق النار.

موعد المفاوضات الهامة

تمت العملية بسرعة ودون تعقيدات كبيرة، وذلك قبل أيام من بدء المفاوضات المرحلة الثانية، التي يمكن أن تؤدي إلى إنهاء النزاع بشكل نهائي. فشل هذه المفاوضات قد يعيد الأوضاع إلى سابق عهدها ويهدد بإشعال فتيل الحرب من جديد.

أماكن تسليم الأسرى

أجرت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لـ”حماس»، عملية التسليم في موقعين مختلفين: الأول في خان يونس بجنوب قطاع غزة، والثاني في ميناء مدينة غزة شمالاً. هذه الخطوة تحمل رسائل سياسية مهمة إلى إسرائيل والعالم الخارجي.

حيث قام عناصر من «القسام» بتسليم الأسرى عوفر كالديرون، الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية والفرنسية، وياردن بيباس، إلى الصليب الأحمر في خان يونس، بينما تم تسليم كيث سيغل، وهو أميركي يحمل أيضاً الجنسية الإسرائيلية، في ميناء غزة. يُذكر أن بيباس هو زوج شيري وأب الطفلين كفير وأرييل، الذين أعلن عن وفاتهما في غارة إسرائيلية في نوفمبر 2023.

تسليم الأسرى وآثاره

على عكس عملية التسليم السابقة، التي واجهت فيها «حماس» صعوبات بسبب الحشود المحتشدة، جرى تسليم الأسرى هذه المرة بسلاسة أكثر. وقد حرصت الحركة على تقديم عرض قوي من خلال الفعاليات والصور الرمزية، حيث استعرض المقاتلون من مختلف وحدات «القسام»، وحملوا صور قائد الحركة، محمد الضيف، وضحايا آخرين سقطوا بنيران الجيش الإسرائيلي.

ضمن هذه الفعاليات، تم رفع لافتات تحمل رسائل رمزية، منها “نقدم قادتنا قبل جنودنا” وأخرى تشير إلى أن “الصهيونية لن تنتصر”. كما تم عرض رموز عسكرية إسرائيلية مع شعارات تحمل نفس المعنى.

ردود الفعل الإسرائيلية

أكّدت السلطات الإسرائيلية استلام الأسرى، مشددةً على أنهم بصحة جيدة، على النقيض من الأوضاع الصحية للأسرى الفلسطينيين الذين أطلق سراحهم، حيث أن بعضهم يعانون من حالات صحية متدهورة.

الصفقة شملت إطلاق سراح 183 فلسطينياً، بينهم 18 من المحكومين مؤبد، و54 آخرين ذوي الأحكام العالية. وتم نقل الأسرى إلى رام الله، حيث حظوا باستقبال شعبي كبير، كما عاد أسرى القطاع إلى مناطقهم في غزة.

الوضع الصحي للأسرى المحررين

شهدت مدن الضفة الغربية وقطاع غزة احتفالات واسعة، حيث حمل الفلسطينيون الأسرى في الشوارع وسط أجواء من الفرح. ومع ذلك، بدا على العديد من الأسرى فقدان الوزن ومشكلات صحية، مما دفع إلى نقل بعضهم إلى المستشفيات في رام الله لتلقي العلاج

عقب الصفقة، فتحت الأبواب أمام مغادرة أول مجموعة من الجرحى الفلسطينيين إلى مصر عبر معبر رفح. تضم هذه المجموعة نحو 50 جريحاً، بعضهم من عناصر «حماس»، الذين أصيبوا خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع مؤخراً.

مفاوضات المرحلة التالية

المفاوضات المستمرة قد تشمل أيضاً الإفراج عن أسرى آخرين، مع استمرار التوترات. يضغط الجانب الأمريكي للدخول إلى المرحلة الثانية من المفاوضات، رغم مخاوف من احتمال أن يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعرقلة هذه المفاوضات. يتوقع أن يتقابل نتنياهو مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في البيت الأبيض بعد أيام، ما قد يؤثر على جدول الأعمال المستقبلي.

اقرأ أيضا

اخترنا لك