أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) منح عقد لشركة بالانتير المتخصصة في البرمجيات وتحليل البيانات، بقيمة تصل إلى 10 مليارات دولار خلال السنوات العشر المقبلة، مما يعزز من مكانتها كجهة رئيسية في تحليل البيانات العسكرية، وفقاً لصحيفة “واشنطن بوست”.
هذا العقد يعد الأكبر من نوعه لشركة برمجيات، ويأتي بعد تخصيص الجيش الأميركي 795 مليون دولار إضافية هذا العام لصالح برنامج الذكاء الاصطناعي الهادف إلى تحسين القدرات الاستهدافية تحت مسمى Maven Smart System.
تأسست شركة بالانتير على يد الملياردير بيتر ثيل والرئيس التنفيذي أليكس كارب ورفاقهما بعد أحداث 11 سبتمبر 2001.
صعود بالانتير في واشنطن
تسجل الشركة انتعاشاً ملحوظاً في العاصمة الأميركية، حيث أبرمت عقوداً جديدة مع سبع وكالات فيدرالية. وأشارت “واشنطن بوست” إلى أن هذا التقدم يأتي في ظل تركيز إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب على الذكاء الاصطناعي وتعهيد الأنشطة الحكومية للقطاع الخاص.
مع تصاعد التهديدات العسكرية، من النزاع في أوكرانيا إلى التوترات المتزايدة بين الصين وتايوان، يعمل البنتاجون على تعزيز قدراته في مجال تحليل البيانات وتطبيق الذكاء الاصطناعي في العمليات الحربية.
Maven Smart System
يمثل نظام (Maven Smart System – MSS) خطوة متقدمة في مجال تقنيات القيادة والسيطرة، حيث يجمع بين الذكاء الاصطناعي وتقنيات تعلم الآلة، بهدف تحسين عمليات الاستهداف واللوجستيات في الجيش الأميركي، حسبما أوضحت منظمة الدفاع الصاروخي الأميركي.
تم تأسيس مشروع Maven في عام 2017 لتزويد البنتاجون بإمكانات متطورة في مجالات الذكاء الاصطناعي. وقد انتقل هذا المشروع في 2023 إلى الوكالة الوطنية للاستخبارات الجغرافية المكانية (NGA)، ليصبح برنامجاً رسمياً يُعرف باسم “مافن”.
البنية التحتية والتطبيقات
يوفر نظام “مافن” بنية تحتية سحابية وبيانات وتحليلات متقدمة، تشكل أساس المبادرات المشتركة في القيادة والسيطرة عبر جميع المجالات. يُستخدم حالياً في نطاق القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM)، ويتم تكييفه لمواجهة التحديات اللوجستية العالمية.
أعلن الجيش الأميركي في بيان رسمي أن هذا الاتفاق يشكل “تحولاً جوهرياً” في طريقة شراء البرمجيات، كما يؤسس لإطار شامل يلبي احتياجات الجيش المستقبلية في مجالات البرمجيات والبيانات.
تحقيق وفورات كبيرة
أكد الجيش أن هذه الاتفاقية تحقق وفورات مالية كبيرة عبر توحيد العقود البرمجية الحالية، مما يسهم في تقليل أوقات التوريد. واعتبر البيان أن هذه الخطوات تضمن حصول الجنود بسرعة على أحدث الأدوات في مجالات تكامل البيانات والتحليلات والذكاء الاصطناعي.