كشف الشيخ ليث البلعوس، أحد الزعامات الروحية في محافظة السويداء جنوب سوريا، عن وجود توجه إيجابي من الأمم المتحدة لدعم وحدة الأراضي السورية والشعب السوري، بالإضافة إلى دعم العملية السياسية في البلاد. وأعرب البلعوس عن تفاؤله بالحكومة السورية الانتقالية الجديدة، وذلك خلال حديثه لمراسل “الشرق الأوسط” بعد لقائه بالمبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، في دمشق.
معلومات عن اللقاء
تحدث الشيخ البلعوس عن اللقاء الذي عقد بمناسبة دعوة من مكتب بيدرسن إلى “مضافة الكرامة”، حيث أكد أن المبعوث الأممي لم يلتقِ حتى الآن بوفود أخرى من محافظة السويداء. واستعرض اللقاء عدة قضايا تتعلق بالتحديات الأمنية التي تواجه البلاد، بالإضافة إلى أهمية تكاتف الشعب السوري لتحقيق التوافق مع الحكومة الجديدة.
وأشار البلعوس إلى أن من بين الملفات المطروحة كانت مسائل تتعلق بالملف الإسرائيلي والتركي، فضلاً عن قضايا الأقليات والإعلان الدستوري. وأعرب عن أمله في أن يتم اتخاذ خطوات إيجابية بشأن هذه القضايا في المستقبل، مشيراً إلى تفاؤل المجتمع الدولي إزاء الحكومة الجديدة.
التوجه نحو البناء
في تعليقه على طروحات بيدرسن، أكد الشيخ البلعوس أن وفد “مضافة الكرامة” يدعم إنشاء سوريا جديدة ويعتزم المشاركة في بناء الدولة. وشدد على أن أعضاء الوفد كانوا داعمين للثورة السورية على مدار 14 عاماً، ولديهم تطلعات صادقة لبناء دولة تضمن حقوق السوريين وتحقق آمالهم. كما أشار إلى أهمية المشاركة الفعالة لجميع مكونات الشعب السوري في هذا المسعى.
وأكد البلعوس أن “سوريا الجديدة” تستدعي جهوداً متضافرة لتحقيق الأمن والاستقرار، مشيراً إلى الاقتراب من الحكومة الجديدة. ولكنه حذر من ضرورة معالجة الأخطاء وإقصاء الحق، مؤكدًا على أهمية التعاون بين الجانبين من أجل تحقيق الأهداف المشتركة.
الوضع في السويداء
تطرق الشيخ البلعوس إلى الوضع في محافظة السويداء، التي تسودها الانقسامات حول السلطات الجديدة بعد سقوط نظام الأسد. وأشار إلى جهودهم لتحقيق التوافق بين جميع المواطنين في المحافظة والعمل على توحيد الصفوف.
كما أعرب عن تفاؤله بأن الوضع في السويداء سيتحسن في المستقبل القريب، مشدداً على أهمية الحوار والتفاهم في معالجة قضايا المحافظة.
رفض العنف
في سياق منفصل، أعرب الشيخ البلعوس عن رفضه للفظائع التي تحدث في البلاد، مستشهداً بعبارة والده الراحل التي تقول إن “الدم السوري على السوري حرام”. وأكد على ضرورة احترام الحقوق الإنسانية ورفض أي شكل من أشكال العنف.
وأوضح أن ردود الأفعال العنيفة قد تكون نتيجة استهداف عناصر من الأمن العام من قبل فلول النظام السابق، لكنه أعاد التأكيد على أن أي شكل من أشكال العنف مرفوض جملةً وتفصيلاً.
تجنيد القوات المحلية
فيما يتعلق بالدمج بين فصائل السويداء ووزارة الدفاع السورية، ذكر الشيخ البلعوس أن هناك تقدمًا في هذا الاتجاه من خلال فتح مراكز للتجنيد. وأكد أن أبناء السويداء مستعدون لأداء مهام الأمن والشرطة، وأن هناك توافقاً مع وزارة الدفاع في هذا الإطار.
كما أشار إلى فتح باب التطوع للانضمام إلى الجيش العربي السوري، مجددًا التأكيد على تعهدهم بالتعاون مع الجهات المسؤولة لضمان انتشار العناصر الأمنية بفعالية في المحافظة.
يُذكر أن الشيخ ليث البلعوس هو نجل الشيخ وحيد البلعوس، مؤسس “حركة رجال الكرامة”، والذي اغتيل في يوليو عام 2015. ويواصل الشيخ ليث التأكيد على أن النظام السابق هو من يتحمل مسؤولية اغتيال والده.
