البكالوريا بديلاً للثانوية العامة.. جدل في مصر

مقترح حكومي بتعديل نظام التعليم الثانوي في مصر يثير جدلاً واسعاً في مجلس النواب، حيث يهدف إلى تطبيق نظام “البكالوريا” بدلاً من “الثانوية العامة”. يأتي ذلك قبل أشهر من نهاية الدورة البرلمانية الحالية، مما أثار تساؤلات حول توقيت المقترح وتأثيره على مجانية التعليم.

هيكلة البكالوريا

يقترح نظام “البكالوريا” مرحلتين: تمهيدية (الصف الأول الثانوي) ورئيسية (الصفين الثاني والثالث). تتاح فرصتان للامتحانات سنوياً في مايو ويوليو للصف الثاني، ويونيو وأغسطس للصف الثالث. الامتحان الأول مجاني، وما يليه مقابل 500 جنيه مصري للمادة.

يحتسب المجموع لكل مادة من 100 درجة. ويهدف هذا النظام إلى تطوير التعليم الثانوي ومواكبة النظم الحديثة، مع الأخذ في الاعتبار التوجه الرسمي نحو جذب الطلاب إلى التعليم المهني والتكنولوجي.

تساؤلات برلمانية

رئيس مجلس النواب يتساءل عن سبب إرسال مشروع القانون في هذا التوقيت. بينما يرجع وزير الشؤون النيابية ذلك إلى خطة الحكومة للإصلاحات التعليمية العاجلة، مع الاعتذار عن “إثقال المجلس”.

التعديلات المقترحة على القانون رقم 139 لسنة 1981 تتيح لوزارة التربية والتعليم إضافة برامج متخصصة، مع الحفاظ على وظائف المعلمين الذين يصلون سن التقاعد خلال العام الدراسي.

تطوير التعليم الفني

يشمل المشروع تغيير اسم التعليم الفني (ثلاث وخمس سنوات) بإضافة كلمة “تكنولوجي”. ويمنح الوزير صلاحية إضافة برامج فنية وتكنولوجية جديدة، في ظل توجه لجذب الطلاب إلى التعليم المهني والتكنولوجي.

يهدف هذا التعديل إلى تحديث وتطوير التعليم الفني، وجعله أكثر جاذبية للطلاب، بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل الحديثة، ويعزز من مهارات الخريجين.

تحفظات النواب

اللجنة المشتركة بدأت مناقشة مشروع القانون، مع تحفظات حول تفويض وزير التعليم بإصلاحات دون الرجوع إلى المجلس. الجدل يشتد حول رسوم دخول الامتحان للمرة الثانية، وما إذا كانت تتعارض مع مجانية التعليم.

وزير التربية والتعليم يدافع عن “البكالوريا” كحل لـ “عبء الثانوية العامة”، مشيراً إلى موافقة 88% من الطلاب وأولياء الأمور عليها.

رسوم الامتحان

الوزير يوضح أن رسوم الامتحان الثاني تضمن الاستمرارية نظراً لتكلفة الامتحانات، مع إعفاء الحالات غير القادرة. رئيس المجلس يتساءل عن دستورية صياغة المشروع، فيما تؤكد الحكومة حرصها على عدم مخالفة مجانية التعليم.

الدستور المصري ينص على أن التعليم حق لكل مواطن ومجاني بمراحله المختلفة في مؤسسات الدولة التعليمية حتى نهاية المرحلة الثانوية.

تكافؤ الفرص

البعض يستبعد “شبهة عدم دستورية” في رسوم الامتحان الثاني، باعتبارها “خدمة” لتحسين المجموع يتحمل الطالب تكلفتها. ويرون أن ذلك لا ينتقص من مجانية التعليم المتاحة في المرة الأولى.

الخبير التربوي عاصم حجازي يرى أن امتحان الفرصة الثانية يحمل “تمييزاً” لصالح القادرين، ويقترح إجراء امتحانات متعددة خلال العام لتحقيق تكافؤ الفرص.

تقييم الخبراء

حجازي يضيف أن المشروع تجاهل توصيات مهمة، وأن تمريره في الوقت المتبقي لن يسمح بدراسته بشكل متأنٍ. ينتقد حجازي أيضاً تقليل المواد في نظام “البكالوريا” بشكل يراه “مخلاً”.

يقسم نظام “البكالوريا” الثانوية العامة إلى 4 مسارات رئيسية، ويتخصص الطلاب في أحدها بعد الصف الأول التمهيدي، وهو ما يؤهلهم للالتحاق بالجامعات.

تطبيق اختياري

وزير التعليم يشير إلى أن نظام “البكالوريا” سيكون اختيارياً لطلاب الصف الثالث الإعدادي المقبلين على المرحلة الثانوية في العام الدراسي القادم، مما يتيح للطلاب وأولياء الأمور اختيار النظام الأنسب لهم.