الأربعاء 30 أبريل 2025
spot_img

البحرية الأميركية توقف برنامجها الصاروخي HALO بسبب التكاليف

ألغت البحرية الأميركية رسميًا برنامجها الصاروخي الهجومي المضاد للسطح HALO، المخصص للإطلاق الجوي والذي يمتاز بسرعاته الفائقة اللا صوتية، وذلك ضمن مبادرة الحرب الهجومية المضادة للسطح OASuW Inc 2. القرار جاء بعد تقييم شامل للأوضاع المالية والتحديات التقنية المتزايدة.

سبب الإلغاء

كان من المتوقع أن يقدم نظام HALO صواريخ بعيدة المدى قادرة على تحييد السفن الحربية المعادية بسرعات تفوق الصوت، لكن مجموعة من القيود المالية وتغير الأولويات الاستراتيجية أدت إلى إلغائه، وفقًا لما ذكره موقع EurAsian Times.

أفاد المتحدث باسم البحرية الأميركية، رون فلاندرز، أن الخدمة ألغت طلب العروض لتطوير نظام HALO المقرر تسليمه في خريف 2024 بسبب قيود الميزانية، حيث تمنع تلك القيود توسيع قدرات جديدة ضمن الجدول الزمني المحدد.

تحليل شامل

أضاف فلاندرز أن القرار جاء بعد إجراء تحليل دقيق حول الاتجاهات المالية وأداء البرنامج، عبر مقارنة متطلبات السوق مع أولويات البحرية والالتزامات المالية الحالية.

ومُنحت العقود الأولية لنظام HALO في عام 2023 لشركتي الدفاع العملاقتين Raytheon وLockheed Martin. وعلى الرغم من عدم الكشف عن التفاصيل التصميمية، كان يعتقد أن مقترحاتهما تتضمن تقنيات دفع متقدمة، مثل محركات ramjet أو scramjet لتحقيق سرعات عالية بشكل مستدام.

كان من المخطط أن تُنشر الأنظمة على طائرات F/A-18E/F Super Hornet، مع أهداف طويلة المدى لتكييفها مع منصات بحرية وغواصات، كما شاركت الشركات في برنامج DARPA للأسلحة الأسرع من الصوت HAWC، الذي تمهّد الطريق لمبادرة HACM التابعة للقوات الجوية الأميركية.

إخفاقات سابقة

رغم الإرث التقني والمعرفة المؤسسية، واجه مشروع HALO عقبات مالية ولوجستية أثرت على تقدمه. يأتي إلغاء البرنامج بعد إخفاقات مشابهة، حيث تم إيقاف برنامج ARRW الخاص بسلاح الجو الأميركي، الذي كان يهدف لنشر مركبة انزلاقية تفوق سرعتها الصوت من قاذفة B-52.

تكبد البرنامج الأميركي خسائر بسبب “سلسلة من الإخفاقات والمضاعفات الفنية”، ما أدى إلى إيقافه، كما أظهر اختبار ARRW صعوبات تكمن في تطوير أسلحة تفوق الصوت. حتى التمويل المستمر لم يُنقذه من الشك المتزايد داخل وزارة الدفاع الأميركية.

تغيير الإستراتيجية

تعكس إلغاء برنامجَي HALO وARRW تحولًا أوسع في نهج الولايات المتحدة تجاه تطوير الأسلحة الأسرع من الصوت، بعدما اعتُبرت هذه الأنظمة ذات أهمية كبيرة في الحفاظ على التفوق التكنولوجي. يُظهر التراجع عن هذين البرنامجين إعادة تقييم التكلفة والجدوى في الزمن الحربي.

عوضًا عن السعي وراء القدرات الأسرع من الصوت بأي ثمن، تركز البحرية الأميركية حاليًا على تحديث الأنظمة الموثوقة والفعالة. يُعتبر صاروخ LRASM المضاد للسفن حجر الزاوية في هذه الاستراتيجية، بجانب صاروخ AIM-174B، الذي يهدف لتوسيع نطاق قدرات الردع.

فهذه الاستراتيجية الأكثر تحفظًا تُظهر أن الطموحات التكنولوجية يجب أن تُركَّز على الواقعية العملية، في وقت يتطلب فيه جو الصراع العالمي التفكير مليًا في خيارات التسليح المتاحة.

التحديات المستقبلية

في الوقت الذي تعيد فيه الولايات المتحدة تقييم نهجها، تواصل خصومها السعي لتطوير أنظمة تفوق الصوت. حيث أظهرت روسيا والصين تقدمًا في هذا المجال، مما يُعيد تشكيل توازن القوى في الصواريخ المتطورة.

إذ يتم استخدام صاروخ Kinzhal الروسي في أوكرانيا، وهذا يمثل أحد الاستخدامات القتالية لأنظمة فرط الصوت. في نفس الوقت، تطمح الصين لتعزيز تقنياتها العسكرية عبر صواريخ مثل DF-17.

بالرغم من أن الولايات المتحدة تُقلص التزاماتها، فإن هذا التحول يُنذر بخطر الدخول في سباق تسلح متسارع. وقد تلجأ الأطراف الفاعلة لتكريس مواردها على المدى الطويل في ظل تنافس متزياد بين الدول الكبرى.

اقرأ أيضا

اخترنا لك