أكد الاجتماع الوزاري لمجلس التعاون الخليجي الذي عقد في مكة المكرمة يوم الخميس على دعم المجلس لثبات الشعب الفلسطيني، مشددًا على رفض أي محاولات لتهجير سكان قطاع غزة، معتبرًا ذلك انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والإنساني. وأكد الاجتماع ضرورة توفير الحماية الدولية للفلسطينيين، وتعزيز معاناتهم الأساسية في ظل الاستمرار في الحصار المفروض على القطاع.
دعم غزة
وأوضح البيان الختامي أن وزراء الخارجية الخليجيين يساندون الفلسطينيين في غزة ويؤكدون على ضرورة إنهاء الحصار المفروض عليهم. ويشدد البيان على أهمية رفع المعاناة وضمان وصول المساعدات الإنسانية لجميع السكان. كما دعا البيان إلى حماية المدنيين والامتناع عن استهدافهم، والالتزام بالقوانين الدولية ذات الصلة.
كما أدان المجلس قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي بوقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، مشيرًا إلى أنه يعد انتهاكًا جسيمًا لوقف إطلاق النار والقانون الدولي الإنساني. وطالب المجتمع الدولي بضرورة اتخاذ خطوات فعالة لوقف هذه الانتهاكات وتفعيل آليات المحاسبة الدولية لضمان الوصول المستدام للمساعدات.
آمال وقف إطلاق النار
وأبرز الوزراء تقديرهم للجهود التي تبذلها قطر ومصر والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وأعربوا عن أملهم في أن يسهم هذا الاتفاق في وقف العدوان الإسرائيلي على القطاع، واستئناف الحركة الإنسانية بغزة دون تأخير.
وجدد المجلس الوزاري دعوته للمجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة إسرائيل عن انتهاكاتها، موضحًا أن هذه الاعتداءات أسفرت عن مقتل أعداد هائلة من المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، واصفًا تلك الأفعال بأنها جرائم حرب ضد الإنسانية.
الخطط المستقبلية
أكد الاجتماع دعم المجلس للخطة الفلسطينية المعتمدة من القمة العربية غير العادية في القاهرة، مشددًا على أن مستقبل غزة يجب أن يكون مربوطًا بالدولة الفلسطينية الموحدة. كما رحب بقرار القمة بعقد مؤتمر دولي للتعافي وإعادة الإعمار في غزة، داعيًا المجتمع الدولي للمشاركة الفاعلة في هذا المؤتمر لجمع الموارد اللازمة.
وشدد المجلس على ضرورة فتح جميع المعابر لدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأهمية التأكد من أن أي لجنة تحقيق أو تقصي حقائق بشأن تهم الإبادة الجماعية تتلقى الدعم اللازم. وأكد على ضرورة أن تشمل القرارات الدولية جميع المناطق الفلسطينية، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، مجددًا دعوته للعالم بتحمل مسؤولياته لإيقاف العدوان.
التعاون العربي
وأعرب المجلس عن تقديره للجهود الخيرية التي تبذلها الدول الخليجية والعربية لتقديم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وأهمية الحملات الشعبية لإغاثة الشعب الفلسطيني. كما أكد على مركزية القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في السيادة على كافة الأراضي المحتلة، داعيًا الدول للاعتراف بدولة فلسطين.
كما أكد المجلس على أهمية تكثيف التعاون مع القوى الدولية والإقليمية للتوصل إلى حل يلبي جميع حقوق الفلسطينيين. ودعم جهود التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، مشيرًا إلى مساعي السعودية بالتعاون مع النرويج والاتحاد الأوروبي لتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة.
الجهود الدولية
ورحب المجلس بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لعقد مؤتمر دولي رفيع المستوى برئاسة السعودية وفرنسا في نيويورك خلال شهر يونيو المقبل. وأكد على أهمية دعم هذا المؤتمر والمشاركة الفعالة لتحقيق حلول سلمية للقضية الفلسطينية.
كما دعم المجلس جهود اللجنة الوزارية العربية الرامية إلى وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، وأصر على تمسكه بعمليات الإغاثة إلى سكان غزة. وأدان أيضًا قرار الحكومة الإسرائيلية بوقف عمل الأونروا، مطالبًا الأمم المتحدة بالتدخل لضمان استمرار تقديم الخدمات للاجئين.
موقف مجلس التعاون
وعن الأزمة الروسية – الأوكرانية، أكد الاجتماع على أن موقف مجلس التعاون مستند إلى مبادئ القانون الدولي. وأشاد بالجهود الدبلوماسية السعودية في استضافة المحادثات بين روسيا والولايات المتحدة، معربًا عن تطلعه لتحقيق الأمن والاستقرار من خلال مثل هذه اللقاءات.
كما أكد المجلس على أهمية تعزيز الشراكات مع الدول العربية. وعبّر عن دعمه للشعب السوري وتقديم العون له خلال محنته، وشدد على ضرورة تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الدول والتكتلات العالمية لتعزيز المصالح التجارية لدول الخليج.
