الأحد 20 أبريل 2025
spot_img

الاتفاق السوري اللبناني: خطوة سعودية نحو الاستقرار السياسي

اجتمع وزراء دفاع كل من سوريا ولبنان، يوم الخميس في مدينة جدة، في لقاء استثنائي برعاية سعودية، حيث تم التوصل إلى اتفاق يعزز التعاون الأمني بين البلدين. يأتي هذا الاجتماع في إطار جهود المملكة لتعزيز الأمن الإقليمي ودرء التهديدات المستمرة على سيادة الدولتين.

اجتماع وزاري رفيع

عقد الاجتماع بين وزير الدفاع السوري اللواء مرهف أبو قصرة، ونظيره اللبناني اللواء ميشال منسى، بحضور وفود أمنية رفيعة. وقد أولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد، اهتماماً خاصاً لهذا الاجتماع كجزء من الجهود المستمرة لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وتمخض الاجتماع عن توقيع اتفاقية تضمنت تأكيد الأهمية الاستراتيجية لترسيم الحدود بين البلدين، وتشكيل لجان قانونية متخصصة، بالإضافة إلى تفعيل آليات التنسيق المشترك لمواجهة التحديات الأمنية، بما في ذلك مسألة تهريب المخدرات والميليشيات.

أهمية الاتفاق الأمني

وفي هذا السياق، صرح خالد الهباس، المحلل السياسي السعودي، بأن الاجتماع هو جزء من الجهود السعودية لتعزيز الأمن في المنطقة، وخصوصاً مع التطورات الأخيرة في لبنان وسوريا. وأكد أهمية هذا الاتفاق في تبديد التوترات التي شهدتها الحدود في الآونة الأخيرة.

كما أعادت السعودية التأكيد على ضرورة احترام سيادة البلدان وسلامتهما، مشددةً على أهمية التنسيق بينهما لتجاوز التحديات الداخلية والخارجية. كذلك، رأت المملكة أن الحوار هو السبيل المثالي لحل أي خلافات، مع التأكيد على ضرورة حماية المدنيين من أي أضرار قد تنجم عن النزاعات.

دور السعودية التاريخي

تعتبر الرعاية السعودية لهذا اللقاء جزءاً من استراتيجيتها لدعم التغيير الإيجابي في سوريا ولبنان. وتسعى المملكة إلى تعزيز قدرتهما على بسط سيادتهما وتحقيق الاستقرار، بما يتماشى مع رؤيتها في دعم التعايش السلمي والتنمية الاقتصادية.

وأشار الهباس إلى العلاقة المعقدة بين الحدود اللبنانية والسورية، مؤكداً أن الاتفاق يعكس خطوة مهمة نحو تحقيق تفاهمات تضمن ضبط الحدود وتعزيز سيادة كل دولة. ومع التحديات الكبيرة التي تواجهها الدولتان، يعد هذا الاتفاق بداية جديدة لمعالجة المسائل الحيوية المتعلقة بالأمن.

استعادة الثقة

وفي حديثه للشرق الأوسط، أبدى علي دبكل العنزي، أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود، تفاؤله حيال قدرة السعودية على حل الأزمات من خلال بناء الثقة مع الأطراف المعنية. وأكد على الدور الريادي الذي قامت به المملكة في تسهيل الحوار بين وزيري الدفاع السوري واللبناني.

وأضاف العنزي أن الدور السعودي يأتي في وقت حرج، حيث يحتاج البلدان إلى تعزيز أمنهما واستقرارهما amidst التحديات الخارجية. ويعكس هذا الاجتماع التزام المملكة بتمكين أصدقائها أمام أي تدخلات قد تعرقل جهود الاستقرار.

اقرأ أيضا

اخترنا لك