الخميس 27 مارس 2025
spot_img

الإعلام العبري ينتقد تعليمات وزارة التعليم الإسرائيلية الجديدة

تطرق الكاتب أوري بار يوسف في مقالته المنشورة في صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية إلى انتقادات حادة لوزارة التعليم الإسرائيلية بسبب تغيير المناهج الدراسية وتجاهلها للتاريخ الحقيقي، مشيرًا إلى اتهامات بتشويه الحقائق وفرض رقابة على المعلومات.

اتهامات بتشويه التاريخ

صحيفة “هاآرتس” نفت تقرير مسؤولية مصر عن حرب يوم الغفران، التي تُعرف في العبرية بحرب أكتوبر، مؤكدة أن وزارة التعليم الإسرائيلية تحمل مصر المسؤولية كاملة عن اندلاعها، متجاهلة احتلال إسرائيل لسيناء كسبب رئيسي.

وكانت وزارة التربية والتعليم قد أطلقت تعليمات سابقة تُسند فيه المسؤولية لمصر، مما أثار جدلاً حول كيفية تناول التاريخ في المناهج الدراسية، خاصة فيما يتعلق بدور الاحتلال في الحرب.

توجيهات جديدة للمناهج

وفقًا لمصادر إعلامية إسرائيلية، فإن هذه التغييرات في المناهج جاءت بناءً على توجيهات من يوآف كيش، الذي يعتبر من المقربين لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ويتولى أيضًا حقيبة وزارة التعليم.

وأفادت تقارير صحيفة “هاآرتس” بأن اللجنة المسؤولة عن تطوير مناهج التاريخ أصدرت تعليمات تمنع الطلاب في المرحلة الثانوية من الإشارة إلى رفض إسرائيل لمبادرات السلام المصرية قبل الحرب. سيتم تعليم الطلاب أن الحرب بدأت بسبب “إصرار مصر على انسحاب إسرائيل من سيناء”.

توجيهات مشرفة التاريخ

في هذا السياق، قالت الدكتورة أورنا كاتس أتار، المشرفة على دراسات التاريخ بوزارة التعليم، إنه “لن يتم قبول إجابات تدعي أن إسرائيل رفضت المبادرات المصرية للسلام”. تستند هذه التعديلات إلى كتاب المؤرخ يوآف جيلبر، الذي أفاد بأن مصر لم ترد على مقترحات السلام، مما أثار الجدل حول دقة هذا الرأي.

ووفقًا للصحيفة، فقد تجاهل جيلبر عديد الوثائق والدراسات التي توضح أن إسرائيل، بقيادة رئيسة الوزراء آنذاك جولدا مائير، هي التي رفضت هذه المبادرات.

أبعاد سياسية وثقافية

التغييرات في المناهج تهدف إلى تعزيز صورة إسرائيل كـ”ضحية دائمة”، مع تجاهل التحليل النقدي للأسباب خلف الحرب. وتبرز الصحيفة أن هذه الجهود تأتي في إطار محاولات نتنياهو وكيش لإعادة تشكيل وتغيير الرواية التاريخية، مما يثير تساؤلات حول الأعمال العسكرية التي قامت بها إسرائيل.

كما تسلط “هاآرتس” الضوء على ارتباط هذه التعديلات القائم على مفاهيم “العدالة” و”الضرورة”، وتبعاتها على فهم الحروب الإسرائيلية ونتائجها على الأرض.

اقرأ أيضا

اخترنا لك