أعلنت الإدارة الأميركية استمرار انخراطها الفعال في الأوضاع الحالية بالسودان، مشددة على دعمها لطموحات الشعب السوداني نحو إقامة حكومة مدنية، دون اتخاذ أي طرف في النزاع الدائر. جاء ذلك على لسان نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، مينيون هيوستن، خلال مقابلة خاصة مع «الشرق الأوسط»، حيث تعتبر هذه التصريحات الأولى لمسؤول أميركي منذ تولي إدارة الرئيس دونالد ترمب بشأن ملف السودان.
ضرورة وقف الأعمال العدائية
وأشارت هيوستن إلى أهمية وقف الأعمال العدائية على الفور، مشددة على التعاون الوثيق بين إدارة ترمب والدول المجاورة لإحلال السلام في السودان. وذكرت أن الولايات المتحدة لن تتهاون في جهودها الرامية إلى ضمان وقف القتال وتوفير الظروف الملائمة لتشكيل حكومة مدنية تلبي احتياجات الشعب السوداني. كما أكدت التزام الإدارة الأميركية بمواصلة سياسة المحاسبة من خلال فرض العقوبات، مع أهمية دعم المساعدات الإنسانية.
وأوضحت هيوستن بأن الوضع في السودان يمثل أزمة إنسانية كبرى تتطلب اهتمامًا دوليًا، مضيفةً أن الولايات المتحدة لا تزال تتابع هذه القضية بقوة. وأكدت أن الجهود الدبلوماسية تشمل التعاون مع الاتحاد الأفريقي، والأمم المتحدة، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية، بالإضافة إلى التواصل مع السعودية ودول أخرى.
استعدادات واشنطن للضغط
وعن موقف واشنطن، ذكرت هيوستن أن الإدارة الأمريكية مستعدة للضغط لوقف الأعمال العدائية، معتبرةً أن ذلك هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم في السودان. وشددت على أهمية الجهود البناءة من قبل الشركاء الإقليميين لتحقيق ذلك، محذرةً من أن أي تدخل غير بنّاء قد يؤجج النزاع ويزيد من المعاناة.
وأكدت أن الولايات المتحدة تحتفظ بـ31 تصنيفًا للعقوبات على الأطراف المشاركة في النزاع، كجزء من الجهود لدفع الطرفين للجلوس إلى طاولة المفاوضات وإسكات صوت الأسلحة.
التزام الولايات المتحدة
بالإشارة إلى التزام واشنطن، قالت هيوستن إن دعمها موجه بشكل أساسي نحو الشعب السوداني وضرورة وقف الأعمال العدائية. وأكدت أن الإدارة الأميركية تسعى لتعزيز الجهود الإنسانية عبر تقديم المساعدات للعائلات المتضررة واللاجئين في الدول المجاورة، فيما تتمسك بمبدأ المساءلة من خلال فرض العقوبات.
وأشارت هيوستن إلى أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الدول الإقليمية في تحقيق استقرار مستدام، مع تركيز الجهود على احتياجات الشعب السوداني قبل أي اعتبارات أخرى.
التركيز على الإنسانية أولاً
وأضافت المسؤولة الأميركية أن الاستثمارات الاقتصادية لن تكون ممكنة في ظل استمرار النزاع، معتبرةً أن تحقيق السلام هو الأولوية القصوى. وأوضحت أنه تم تقديم مساعدات إنسانية لـ2.1 مليون شخص في الأسابيع الأخيرة بسبب الوضع المأساوي الذي يعيشه الكثيرون على حافة المجاعة.
وفي ختام حديثها، أشادت هيوستن بأهمية فرض العقوبات كوسيلة لدفع الأطراف المتحاربة للعودة إلى طاولة المفاوضات ووقف الأعمال العدائية لفتح الأبواب أمام المساعدات الإنسانية.