الأربعاء 22 يناير 2025
spot_img

الأونروا تواجه خطر الحظر الإسرائيلي قبل يناير المقبل

تواجه وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أزمة غير مسبوقة مع اقتراب موعد تنفيذ قرار الاحتلال الإسرائيلي بوقف أنشطتها في الأراضي المحتلة، والذي من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ بنهاية يناير الحالي.

الرسالة من الرياض

فيليب لازاريني، المفوض العام للوكالة، الذي يقوم بجولات مكوكية لجذب الدعم المالي والسياسي، أرسل من العاصمة السعودية، الرياض، رسالة تفاؤل إلى المجتمع الدولي، قائلاً: “لا تفقدوا الأمل، يمكن للأونروا أن تلعب دوراً إيجابياً، ولكن إذا سقطت فسيشعر الفلسطينيون بأنه تم التخلي عنهم، وهذا بالتأكيد ليس الوقت المناسب للتخلي عنهم”.

وأشار لازاريني إلى أن موعد الحظر الإسرائيلي يقترب، مؤكداً عدم وجود أي مؤشرات حتى الآن على نية الولايات المتحدة استئناف دعمها للوكالة، بعد أن جمدت تمويلها في يناير من العام الماضي.

اعتماد الفلسطينيين على المساعدات

تعتبر الأونروا المصدر الأساسي للمساعدات الإنسانية في قطاع غزة، حيث يعتمد حوالي 2.3 مليون فلسطيني على هذه المساعدات للبقاء على قيد الحياة في ظل النزاع المستمر مع حركة “حماس”.

وشدد المفوض العام في حديثه مع صحيفة “الشرق الأوسط” على أن إنهاء أنشطة الوكالة يجب أن يكون مرتبطاً بحل سياسي عادل ودائم وإقامة دولة فلسطينية، محذراً من عدم وجود بديل آخر يمكنه ملء الفراغ الذي ستتركه الأونروا، التي نشأت قبل 75 عاماً.

مباحثات مع المسؤولين السعوديين

على هامش زيارته للرياض، تطرق لازاريني إلى المحادثات التي أجراها مع وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، حول مبادرة التحالف العالمي لحل الدولتين التي تقودها المملكة، ودور الأونروا في هذا السياق.

وصرح قائلاً: “الساعة تدق، سيتم تنفيذ تشريعات الكنيست بنهاية الشهر الحالي، وهناك مشروع قرار يمنع أي نشاط للأونروا في أراضي إسرائيل، مما سيؤثر على عملياتها في القدس الشرقية وغيرها”.

تحديات الحظر

وأوضح لازاريني أن الحظر على الأونروا يعني أن الوكالة ستواجه صعوبات في التنسيق مع موظفيها، مما سيعيق قدرتها على تقديم الخدمات الأساسية والضرورية.

وحذر من أنه في حال تطبيق الحظر بشكل كامل، فإن الفلسطينيين سيشعرون أن المجتمع الدولي قد تخلى عنهم، مما سيفقدهم الأمل في تحقيق طموحاتهم السياسية ولتقويض جهود السلام.

دعم السعودية والأزمة السياسية

أشار المفوض العام إلى أن الأونروا تتلقى دعماً مالياً وسياسياً قوياً من المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى الدعم من مؤسسات متعددة الأطراف، ومنها الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.

وأكد أن أي حظر على الأونروا سيفقد جهود السلام مصداقيتها وسيساهم في زعزعة تطلعات الفلسطينيين لتحقيق سلام دائم من خلال إقامة دولتهم المستقلة.

التداعيات المحتملة

وفيما يتعلق باليوم الذي يلي تطبيق الحظر، توقع لازاريني أن يضطر جميع الموظفين الدوليين لمغادرة الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو ما سيؤثر بشكل كبير على تقديم الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية.

وأضاف: “من المرجح أن مركزنا الطبي في غزة سيستمر، لكن الحظر سيقيد حركة الأونروا ويعرقل جهود توصيل المساعدات، مما سيجعل الكثير من الفلسطينيين في أوضاع مأساوية”.

الدعم الدولي المفقود

أفاد لازاريني أن الوكالة تعتمد بشكل كبير على الدعم الأوروبي، مشيراً إلى أن ثلثي التمويل يأتي من الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، فإن هناك حالة من عدم اليقين حول عودة التمويل الأمريكي، حيث أن الكونغرس المجمد للتمويل حتى عام 2025 قد يضيف المزيد من الضغوط.

في ختام حديثه، أعرب عن أمله في أن تعيد الولايات المتحدة النظر في موقفها، إذا كانت جادة في دعم حل الدولتين.

الوضع الإنساني في غزة

أكد لازاريني صعوبة وصف الوضع الإنساني في قطاع غزة، حيث وصفه بأنه “صراع من أجل البقاء”، مشيراً إلى أن السكان يعانون بشكل يومي من تبعات النزاع المستمر. وأضاف: “الناس هنا يكافحون فقط للبقاء على قيد الحياة وسط ظروف قاسية ولا إنسانية”.

اقرأ أيضا

اخترنا لك