الأربعاء 5 فبراير 2025
spot_img

الأوروبيون يحذرون من طموحات ترمب التوسعية

مع اقتراب عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تزداد المخاوف لدى الدول الأوروبية بشأن السياسات المحتملة التي قد يعتمدها، خاصة فيما يتعلق بالصراعات الدولية، وعلى رأسها الحرب الأوكرانية.

دعم أوكرانيا مستمر

في الاجتماعات الأخيرة، أكد المسؤولون الأوروبيون على التزامهم بدعم أوكرانيا طالما كان ذلك ضروريًا. ومع ذلك، بدأت تظهر أصوات من بينهم، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يسعى لإظهار نفسه كأحد أبرز الداعمين لأوكرانيا. وفي خطاب له أمام الدبلوماسيين، دعا ماكرون الأوكرانيين إلى قبول “مناقشات واقعية” تتعلق بالأراضي المتنازع عليها، مما يعكس دعوة لتبني مقاربة براغماتية.

حذر ماكرون، في الوقت ذاته، ترامب من أن “لا حلول سريعة وسهلة” في أوكرانيا، مشيرًا إلى أهمية اتخاذ الأوكرانيين للقرارات بأنفسهم دون وجود ضغوط خارجية.

طموحات ترامب التوسعية

أوكرانيا ليست القضية الوحيدة التي تثير قلق الأوروبيين، حيث تناقش الصحافة الغربية طموحات ترامب التوسعية، التي وصفتها بعض الصحف بـ”الإمبريالية”. فقد أكد ترامب في مؤتمره الصحفي الأخير رغبته في شراء جزيرة غرينلاند من الدانمارك، وهدد باستخدام القوة إذا لزم الأمر. كما أبدى رغبة في “استعادة” بنما.

وذكرت صحيفة “لو فيغارو” أن طموحات ترامب قد تزعزع استقرار العلاقات الدولية، بينما اعتبر بعض المحللين أن تلك الطموحات ليست سوى “استراتيجية تفاوضية”، في حين اعتبر آخرون أنها “تكتلات” للهيمنة على النقاشات العالمية.

ردود الفعل الأوروبية

كان المستشار الألماني أولاف شولتس من بين القادة الذين ردوا بقوة على تهديدات ترامب، مشددًا على مبدأ حرمة الحدود التي تنطبق على جميع الدول. ولكن الوزير البريطاني ديفيد لامي تجنب إدانة طموحات ترامب، مؤكدًا أن تلك التهديدات “لن تتحقق”.

بدوره، أوضح لامي إمكانية وجود قلق بشأن ما تقوم به روسيا والصين في المناطق الاستراتيجية، لكنه اعتبر أن هذا لا يبرر تهديدات ترامب.

الأوروبيون يحاولون احتواء الموقف

بينما يخشى بعض القادة الأوروبيين من تصعيد العلاقات مع ترامب، هناك مواقف تحاول التقرب من الرئيس الأمريكي. فقد زارت جيورجيا ميلوني، رئيسة الوزراء الإيطالية، ترامب وأثنت عليه في عدة مناسبات، معتبرة أن تهديداته ليست جدية.

سعت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية، إلى تقليل أهمية تصريحات ترامب، معربة عن ثقتها بأن الولايات المتحدة ستتمسك بميثاق الأمم المتحدة وضمانات السيادة الإقليمية. كما دعا قادة أوربيون إلى تواصل إيجابي مع الإدارة الأمريكية الجديدة.

موقف الدنمارك

تسعى الحكومة الدنماركية إلى التوازن بين رفض أطماع ترامب وضرورة الحفاظ على علاقات دبلوماسية جيدة. اعتبرت رئيسة الحكومة، ميتي فريديريكسن، اقتراح ترامب سخرية، لكنها أكدت على أهمية التحالف مع الولايات المتحدة.

يبدو أن كوبنهاغن تواجه تحديات في كيفية التعامل مع تصريحات ترامب، حيث أعرب وزير خارجية الدنمارك عن عدم وجود أزمة دبلوماسية مع واشنطن، ورغم ذلك أكد على ضرورة أخذ كلام ترامب بجدية.

تعكس هذه المواقف مجموعة من القضايا الناشئة التي تهدد العلاقات عبر الأطلسي، بما في ذلك ضغط ترامب على رفع ميزانيات الدفاع الأوروبية وتهديداته برفع الرسوم الجمركية على الصادرات الأوروبية.

علاوة على ذلك، يشعر الأوروبيون بالقلق من تدخل إيلون ماسك في الشؤون الأوروبية، ومع ذلك، فشلوا حتى الآن في اتخاذ أي إجراءات فعالة حيال ذلك، مما يدل على ضعف قدرتهم على مواجهة الضغوط الأمريكية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك