أعربت الأمم المتحدة يوم الخميس عن قلقها البالغ إزاء ما وصفته بـ”الظروف اللاإنسانية» وأشكال التعذيب الخطيرة في سجون الخرطوم والمناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع»، اللتان تتصارعان في حرب ضارية منذ عامين.
تأكيدات حقوقية
وشدد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، على أن «الممارسات الواسعة النطاق للاحتجاز التعسفي، والتعذيب، وسوء المعاملة، وانتهاك المعايير الدولية في ظروف الاحتجاز، تشكل حالة مقلقة للغاية».
جاءت هذه التصريحات خلال عرض تورك لتقرير يستند إلى أكثر من ثلاثين شهادة من معتقلين سابقين وعائلاتهم، بالإضافة إلى شهود آخرين.
تقرير الحرب
يتناول التقرير آثار الحرب المستمرة بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع» التي بدأت في 15 أبريل 2023، والتي تسببت في أعظم أزمة إنسانية على مستوى العالم، وفقاً لتصريحات الأمم المتحدة.
وقد وُثقت ممارسات مشابهة في دارفور (غرب) وولاية الجزيرة (وسط شرق) وفقًا لروايات شهود.
شهادات مرعبة
وذكر التقرير أن «محتجزين سابقين أدلوا بشهادات موثوقة حول حالات مروعة من التعذيب، بينها الضرب المبرح المتكرر في مراكز الاحتجاز، والتي تعاني من اكتظاظ شديد وتهوية محدودة».
وأشار إلى نقص الغذاء والماء، مع التأكيد على وفاة العديد من المعتقلين نتيجة عدم توفر العلاج في كل من احتجاز «قوات الدعم السريع» والقوات المسلحة السودانية.
استغلال الأطفال
ويشير التقرير أيضًا إلى استخدام أطفال لم يبلغوا الرابعة عشرة من العمر كحراس، وخاصة في سجن سوبا، بالإضافة إلى احتجاز أطفال لم تتجاوز أعمارهم 13 عامًا مع البالغين.
كما تم الإبلاغ عن حالات عنف واستغلال جنسي للنساء المحتجزات في مرفقين تحت سيطرة «قوات الدعم السريع».
العنف كسلاح
أُشير أيضًا إلى استخدام العنف الجنسي كسلاح حرب في عدة مناسبات خلال النزاع، خصوصاً في إقليم دارفور.
وعلاوة على ذلك، أفاد المعتقلون في مراكز الاحتجاز التي تسيطر عليها «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني بوجود معاملة تمييزية بناءً على العرق والانتماء السياسي، مع استهداف أفراد من منطقتي دارفور وكردفان.
نقل السجناء
في الأشهر الأخيرة، تلقت المفوضية معلومات حول نقل سجناء من «قوات الدعم السريع» خارج منطقة الخرطوم إلى أماكن احتجاز مختلفة بسبب تقدم القوات الحكومية. وأعرب تورك عن قلقه إزاء هذه الممارسات، لما تمثله من مخاطر إضافية على حقوق الإنسان.