في تطورات متسارعة، أدان مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، أعمال العنف التي شهدتها محافظة السويداء جنوبي البلاد، معربًا عن قلقه إزاء التدخلات الأجنبية وتأثيرها على استقرار المنطقة.
أحداث السويداء الأخيرة
أكد بيدرسون، في إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي، على رفضه القاطع للانتهاكات التي طالت المدنيين في السويداء، مشيرًا إلى الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت دمشق والسويداء كأمثلة على التدخلات الخارجية غير المقبولة.
وشدد المبعوث الأممي على ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، مؤكدًا أن التدخلات الأجنبية تزيد من تعقيد الأزمة وتعيق جهود السلام.
مخاوف بشأن الاختطاف
أعرب بيدرسون عن قلقه البالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن اختطاف نساء درزيات بعد دخول قوات الأمن إلى مناطق محددة في السويداء.
ولفت إلى وجود أوجه تشابه بين هذه الحوادث وحوادث مماثلة سابقة شملت نساء علويات، مشيرًا إلى أن هذه التقارير تبعث على القلق وتستدعي تحقيقًا فوريًا وشفافًا.
ضرورة العدالة الانتقالية
أكد بيدرسون على أهمية بدء عملية العدالة الانتقالية في سوريا، مشددًا على أن المجتمع السوري لا يمكن أن يتعافى من دون تحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.
وشدد على أن العدالة الانتقالية يجب أن تكون شاملة وتراعي حقوق جميع الضحايا، وأن تساهم في بناء الثقة والمصالحة بين السوريين.
إصلاح قطاع الأمن
أوضح المبعوث الأممي ضرورة إصلاح قطاع الأمن ونزع سلاح الجماعات غير النظامية كافة، مؤكدًا أن الثقة بالأمن الدائم تعتمد في المقام الأول على مصداقية الانتقال السياسي.
وأكد على أن الولاء للدولة لا يمكن فرضه بالقوة، بل من خلال بناء دولة تحمي حقوق الجميع وتحتضن كل شرائح المجتمع على قدم المساواة.
عملية سياسية شاملة
شدد بيدرسون على ضرورة أن يكون التحول السياسي في سوريا عملية شاملة تبني توافقًا حقيقيًا ورؤية مشتركة للبلاد، مشيرًا إلى أن الحق في الحرية لا يمكن تحقيقه إلا من خلال عملية حقيقية تعمل على بناء دولة تحمي حقوق الجميع.
وأكد المبعوث الأممي أن العملية السياسية الانتقالية في سوريا لا يمكن أن تفشل، وأن المجتمع الدولي يجب أن يقدم الدعم اللازم لإنجاحها.
اشتباكات السويداء الدامية
تجدر الإشارة إلى أن محافظة السويداء شهدت مؤخرًا اشتباكات دامية بين مجموعات مسلحة محلية وعشائر بدوية، أسفرت عن مئات القتلى والمصابين، قبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية دولية.